تخيل أنك لست الوحيد الموجد، بل هناك نسخ عديدة عنك، نسخة ناجحة، نسخة فاشلة، نسخة متذمرة و عصبية……..كل واحدة تعيش في كون مختلف، و ربما هناك نسخة تعيش في كون لم تخسر فيه ألمانيا النازية الحرب العالمية الثانية، أو ربما الأزمة الإقتصادية العالمية الكبرى قضت على عالم آخر و يوجد كون آخر لم يشهدها أبدا. وفي عالم آخر آخر لم تولد مطلقا …..
تستطيع التلسكوبات المتوفرة حاليا رؤية حوالي 14 مليار سنة ضوئية من كوننا. لكن ماذا بعد ذلك ؟ هل يتوقف الكون عند هذا الأفق ؟ يقول العلماء أنه ليس لدينا أي سبب يستدعي منا أن نتيقن مائة بالمائة أن الكون يتوقف عند هذا الحد. في العقد الأخير من الزمن أسرت هذه الفكرة عقول علماء الكونيات، فكرة أن هذا الكون الذي نراه و نعيش فيه قد لا يكون الكون الوحيد الموجود. لا يوجد كون واحد بل أكوان متعددة.
تحدث عن هذه النظرية علماء كثيرون في كتب و مقالات عديدة، مثلا براين غرين Brian Grrene في كتابه ” The Hidden Reality“. بكل بساطة تعدد الأكوان هو أحد تآويل ميكانيكا الكم و أول من جاء بهذه الفكرة “هيو ايفريت” كان حينها طالبا متخرج حديثا من جامعة برنستن. يقترح ايفريت أن هناك عدة أكوان لها علاقة مع بعضها البعض و متفرعة من كوننا وكوننا متفرع من آخرين و في كل واحد نهاية الأحداث تكون مختلفة أو لم تحدث مطلقا.
بشكل آخر كلما نكون في مواجهة اختيار، مثلا عندما تريد أن تشرب شيئا، قهوة أو عصير، تقول أنك تريد أن تشرب قهوة لكنك في الواقع تشرب الإتنين لكن لا تشعر إلا بأحدهما. هذا مايحدث على المستوى المكروسكوبي بالنسبة للإلكترونات مثلا، نعلم أنه لا يمكن تحديد موقعها، لكن عندما تخضع للمراقبة فإنها تتواجد في موقع محدد. عندما يتم مراقبة أي نظام كمي فإنه يتصرف على نحو واحد و يفقد خاصية التغير. وكوننا هو مجرد نظام كمي.
لكن كيف يمكننا أن نعرف إن كنا نعيش في أكوان أخرى؟
المصادر: scientificamerican