وُلد رودولف ديزل في 18 من مارس سنة 1858، في باريس من أبوين ألمانيين، بعد تخرجه من الجامعة التقنية بميونخ بدأ عمله مهندسا في شركة “ليند” لآلات التجميد في باريس، لينتقل في العام 1890 إلى برلين من أجل الإشراف على المكتب التقني للشركة، لكن شغفه بالمحركات لم يفارقه أبداً وقد سخَر وقت فراغه للعمل على محركٍ حراري فعال، محركٌ أنهى تصميمَه في العام 1892، ونال براءة إختراعه سنة بعد ذلك.
مقارنةً مع المحركات المتوفرة في ذلك العهد، نال محرك ديزل إستحسان الجميع نظراً لكفاءته العالية، لم يكن هدا المحرك بحاجة إلى مساعدة خارجية بإشعال الهواء والبنزين حيث أنه يتم إنجاز ذلك من خلال ضغط الهواء داخل الأسطوانة وتسخينه وقُبيْلَ انتهاء مرحلة الضغط يتم تمرير البنزين ليقع تماس ويشتعل من تلقاء نفسه. الأمر الذي جعل محرك الديزل أقل وزنا وحجما من المحركات التقليدية الأخرى المستعملة في أغلب العربات والسيارات، ولن يكون بحاجة إلى إستخدام مصدر وقود إضافي للإشتعال. اراد رودولف رؤية تصميمه في أرض الواقع، كآلة تشتغل بدون مشاكل. ومن أجل دلك قرر الاستعانة بشركات متخصصة في صنع الآلات الكبيرة، وفي نهاية المطاف تم التعاقد معه لإنتاج نموذج للمحرك، وقد تم الانتهاء منه في عام 1893، وحملت الإختبارات أحداثاً خطيرة وضعت حياة العالم ديزل في خطر بعد انفجار أحد المحركات، وأثبتت هذه التجارب امكانية إشتعال الوقود دون الحاجة إلى شرارة، وقد عمل بجد بُغية تحسين التصميم ليتمكن من تشغيل أول محرك سنة 1897.
بعد سنة واحدة أصبح رودولف رجلا غنيا جداً، بفضل محركه الذي بلغت كفاءته %75 مقارنة بالمحركات التقليدية والتي لم تتجاوز %10، وتم اعتماده في السيارات والشاحنات والقوارب، وكذلك في خطوط أنابيب الطاقة ومحطات الكهرباء والمياه، وفي ميادين التعدين والحقول النفطية والمصانع وحتى محركات الديزل الى يومنا هذا تعتمد نفس المبدأ.
ساهم محرك الديزل بشكل مباشر وقوي في الثورة الصناعية، حيث وفر لعديد من القطاعات الصناعية في جميع أنحاء العالم، طاقة أكبر بإستهلاك أقل، وقد وفر على الشركات ميزانيات كبيرة كانت تخصص سابقا لشحن الفحم ومصاريف النقل عبر القطار بغرض حرقه.
في 29 من شتنبر من العام 1913 اختفى ديزل من على باخرة كانت متجهة إلى لندن، ليتم العثور على جثته بعد أيام على الشاطئ، ويبقى سبب وظروف وفاته لغزاً إلى اليوم، فقد أوردت روايات بأنه قد إنتحر بينما يرى آخرون أنه لقي مصرعه على يد صناعيي الفحم.
المصدر: 1
الصورة: 2