بينت دراسات عديدة أن احتمال إصابة المواليد الذين ولدوا في الشتاء بحالات مثل الفُصَام والاكتئاب والاضطرابات العاطفية الفصلية، أكبر من احتمال إصابة المواليد الذين ولدوا صيفا بتلك الحالات. وثمة دراسة قد تقدم تفسيرا لسبب ذلك: فعند الفئران، كمية ضوء النهار التي يتعرض لها حديثو الولادة هي التي تحدد سلوك المورثات الرئيسة للساعة البيولوجية عندها على مدى العمر.
لقد قام عدد من الباحثين في جامعة ڤاندربيلت وجامعة ألباما بتربية مجموعة من صغار الفئران في ظروف تشبه الظروف التي تسود في فصل الشتاء، فوفروا لها ثماني ساعات من ضوء الشمس كل يوم، كما قاموا بتربية مجموعة ثانية منها في ظروف تشبه الظروف التي تسود في فصل الصيف، فوفروا لها ست عشرة ساعة من ضوء الشمس كل يوم، ثم عرّضوا تلك الفئران الصغيرة إما لجدول التعرض لضوء الشمس نفسه الذي كانوا عليه من قبل، أو لجدول معاكس له لمدة أربعة أسابيع أخرى. فوجد الباحثون أن مورثات الساعة البيولوجية تعمل لدى الفئران الصغيرة «الشتائية» لفترات زمنية أقصر مما لدى الفئران الصغيرة «الصيفية»، وذلك بغض النظر عن أطوال الأيام التي تعرضت فيها للضوء بعد الفطام، كما وجد الباحثون أن الفئران الصغيرة الشتائية أكثر نشاطا أثناء الليل، وذلك يشبه ما عليه الحال لدى المصابين باضطرابات عاطفية فصلية، مما يشير إلى أن الساعة البيولوجية لدى هذه الفئران الصغيرة لم تضبط على نحو جيد مع أوقات اليوم.
المصدر: scientificamerican