ما السر وراء عشق البعوض للدم البشري؟
تمكن العلماء من اكتشاف تعديل وراثي حصل عند البعوض مكنه من استطعام و تذوق الدم البشري. من شأن هذا الاكتشاف أن يفتح آفاقا جديدة لإرساء استراتيجيات وقائية أكثر نجاعة.
كثيرا ما نتحدث عن جرذان المدن أو عن جرذان الحقول، لكن هل من المعقول أن نصنف أيضا البعوض؟… بالطبع، فالعلماء يتحدثون حاليا عن بعوض منزلي و آخر غابوي. فما الفرق يينهما ؟ لقد اتضح، حسب ما ورد في مجلة “نايتشر” عن فريق عمل من جامعة “برايستون”، أن البعوض الذي يعاشر الإنسان طور عامل جذب للدم البشري، و هذا بسبب الطفرات الوراثية.
حامل و ناقل خطير لأمراض عدة:
لقد ركزت الدراسة، التي قادها فريق العمل من جامعة “برايستون”، على البعوض الزاعجة المصرية القريبة من البعوض النمر. و تعد هذه الحشرة، ذات الأصول الإفريقية، الناقل الأساسي للحمى الصفراء و حمى الضنك، و بدرجة أقل ناقلة ل “شيكونغونيا”. و قد تمكن الباحثون من دراسة الصنفين الاثنين لهذه البعوضة: فالبعوض الغابوي يفضل دم الحيوانات، أما الذي يعيش في المدن على مقربة من البشر فهو ينجذب أكثر للدم البشري.
وقد توصل الباحثون إلى أن شكل المدن له تأثير وراثي، خاصة على مستوى المورثة التي ترمز لمستقبلات الروائح في الهوائيات الخاصة بالبعوض (و التي تعادل الأنف عند الانسان)، مما يجعلها حساسة ل”السولكاتون”، و الذي يعد عنصرا هاما في رائحة الإنسان.
و بالنسبة ل “كارولين برايد”، الكاتبة الأساسية لهذه الدراسة، “فهذا مثال نادر على كيفية تأثير التغيرات الوراثية على السلوك و تغييره”. ويعتقد الباحثون أن هذه المورثة قد تتوفر أيضا عند البعوض الناقل للملاريا و هي من نوع “الأنوفيليس” و إن كانت مختلفة وراثيا.
قد تمكن نتائج هذه الدراسة من وضع استراتيجيات دفاعية ضد البعوض، “فالرائحة ليست بالعنصر الوحيد الذي يوجه البعوض، وإنما هي عنصر بارز”، كما تؤكد “كارولين برايد”، “و كلما زادت معرفتنا بالمورثات و المركبات التي تساعد البعوض على استهدافنا، كلما تمكنا من تمويهها و التلاعب بردود أفعالها تجاه رائحتنا”.
المصدر: 1
رابط الدراسة: 1
حقوق الصورة: Carolyn McBride