من بين الأمور التي يسأل عنها كل من دخل غرفة العمليات هي : هل أكلت شيئا في الساعات الأخيرة ؟ في الواقع ليس فقط الأكل ما يجب الإمتناع عنه، بل حتى الشرب والتدخين. وهو ما يسمى بقاعدة : لا شيء عن طريق الفم (nil per os = rien par la bouche). فلماذا إذن كل هذا الإهتمام ؟ وهل للأمر تأثير على الجراحة ؟ والأهم هل يشكل عدم احترامنا لهذه القاعدة خطرا على صحتنا ؟
تكمن أهمية السؤال في الخطر الذي قد تعرض نفسك له إن أخفيت هذه المعلومة التي قد تبدو لك بلا فائدة. فالمعدة الممتلئة قد تفرغ محتواها مع بداية التخدير لأن هذا الأخير يعمل على إرخاء كل عضلات جسمك ومن بينها تلك المسؤولة على اغلاق فوهة المعدة وبالتالي منع محتواها من الخروج عبر المريء. هذا المحتوى الذي قد تستفرغه وأنت تحت تأثير المخدر قد يدخل عبر قصبتك الهوائية ومن ثم رئتيك، ولأن عصارة المعدة ذات طبيعة حمضية فإنها تتسبب لرئتيك بأضرار وخيمة.
وهناك أسباب أخرى غير التي سبق ذكرها قد تؤدي لنفس النتيجة ولكن عبر نفس المبدأ، وهي عادة ارتفاع حموضة المعدة بسبب التقرح أو الحمل، وشلل المعدة الذي يصيب عادة مرضى السكري والفشل الكلوي … ويمكن أن يكون السبب ارتجاعا للمعدي المريئي وهو حالة مرضية ناتجة عن ارتخاء العضلة العاصرة الموجودة في نهاية المريء وبداية المعدة.
لتجنب هذا الخطر هناك قواعد يجب احترامها فيما يخص الأكل والشرب في الساعات الأخيرة قبل العملية الجراحية :
- يمكن شرب السوائل الصافية مثل : الماء والشاي والقهوة وعصير التفاح أو عصير البرتقال دون اللب ساعتين قبل العملية. شرط أن يكون السائل صافيا بالضرورة.
- ليس هناك قدر محدد من السائل الذي يمكن شربه لكن مع احترام المدة الزمنية
- يمكن تناول وجبة خفيفة كالخبز والحساء والحليب ومنتجات الألبان قبل 6 ساعات من الجراحة
- يجب الإمتناع عن الأكلات الغنية بالدهون واللحوم 8 ساعات على الأقل قبل موعد العملية.
المصدر :