تمكن باحثون من جمهورية التشيك من اكتشاف قدرة الكلاب على استشعار المجال المغنطيسي الأرضي. ففي بحثهم المنشور على المجلة العلمية العالمية Frontiers Zooology، بين الباحثون من خلال تجاربهم أنه عندما يكون المجال المغنطيسي ساكنا فإن الكلاب تفضل التبرز صوب اتجاه الشمال-الجنوب بالنسبة لمحور الأرض.
أثارت لائحة الحيوانات القادرة على استشعار التغيرات في المجال المغناطيسي الأرضي اهتمام هؤلاء الباحثين، مما جعلهم يركزون على الكلاب لامتلاكها هذه القدرة. وبعد ملاحظات أولية، لا حظ الفريق تغيرا على مستوى سلوك الكلاب والمتعلق بوضعيتها أثناء عملية التبرز.
و من أجل التأكد من الملاحظات المذكورة و عدم ارتباطها بأي عامل آخر، فإن التجربة شملت 70 كلبا و قد لوحظ أن في 1893 مرة فإن هذه الكلاب كانت تقوم بالتبرز نحو اتجاه الشمال-الجنوب بشكل واضح عندما يكون المجال المغنطيسي ساكنا. لكن بمجرد حدوث تغيرات على مستوى المجال المغناطيسي فإن الكلاب لا تظهر نفس السلوك، مما يبين أنه عندما يكون المجال المغنطيسي ثابتا وواضحا فان الكلاب تستشعره و تتخذ دائما، لأسباب مجهولة، نفس الوضعية أثناء التغوط.
و قد بين الباحثون أن ارتداء الطوق أو عدم ارتدائه يلعب دورا هاما أيضا في اختيار الكلاب لوضعية و اتجاه معين أثناء التبرز، فالكلاب التي ترتدي أطواقا لم يبد عليها تفضيل أي اتجاه على عكس تلك التي لا ترتدي الطوق و تكون في كامل الحرية لاختيار أي اتجاه و أية وضعية أثناء عملية إخراج البراز.
لم يستطع أحد لحد الآن أن يفسر سبب تفضيل الكلاب لهذه الوضعية أثناء التبرز. و اقترح الباحثون، أن ذلك ربما راجع إلى ارتياحها في هذه الوضعية، وتعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها التي بينت أن الكلاب قادرة على استشعار المجال المغنطيسي.
بينت دراسات أخرى أن حيوانـات أخرى كالماشيـــة و الثعالـــب و الأيائل و الطيور و بعض أنواع الأسماك تظهر تغيرا على مستوى سلوكها حسب المجال المغناطيسي الأرضي، رغم أنه لحد الان لا يوجد تفسير لهذه الظاهرة.