المغرب العلمي

فقر الدم الناتج عن نقص الحديد

ينتج فقر الدم عن نقص في عدد الكريات الحمراء السليمة في الدم، وهي خلايا تلعب دورا هاما في نقل الأكسجين إلى كافة أعضاء الجسم. توجد أنواع عديدة من فقر الدم حسب العامل المسبب له، وقد تكون الإصابة بالمرض مؤقتة أو دائمة.

في هذا المقال سنتطرق لفقر الدم المرتبط بنقص الحديد.

James Heilman, MD (CC BY-SA 3.0)

تعريف:

فقر الدم الناتج عن نقص الحديد هو نوع شائع من أمراض فقر الدم العديدة، وكما يوحي بذلك الاسم، يظهر عندما لا يحصل الجسم على كفايته من الحديد، مما يعرقل تركيب الخضاب الدموي أو الهيموغلوبين (بروتين يوجود في خلايا الدم الحمراء ويساهم في نقل الأوكسجين).

الأعراض:

في بداية المرض، قد يكون فقر الدم خفيفا حيث يختفي دون الانتباه إليه. لكن عندما يصبح نقص الحديد كبيرا يتفاقم المرض وتظهر الأعراض. يمكن أن تشمل أعراض المرض مايلي:
التعب الشديد
شحوب البشرة
الضعف
ضيق في التنفس
ألم في الصدر
التهابات متكررة
صداع الرأس
الدوخة أو الدوار
برودة اليدين والقدمين
التهاب أو تقرح اللسان
تكسر الأظافر
سرعة ضربات القلب
الرغبة الشديدة غير العادية في تناول المواد غير المغذية، مثل الثلج أو القاذورات

ضعف الشهية، خاصة عند الرضع والأطفال
الشعور بعدم الراحة أو وخز في الساقين

في حالة ظهور يعض هذه الأعراض، يجب زيارة الطيب وعدم الاقتصار على التشخيص الذاتي وتناول مكملات الحديد بجرعات زائدة، لأن ذلك قد يسبب أضرارا على مستوى الكبد ومضاعفات أخرى.

الأسباب:

يظهر المرض عندما لا يتوفر الجسم على كمية كافية من الحديد لإنتاج الخضاب الدموي، أحد مكونات خلايا الدم الحمراء التي تعطي اللون الأحمر للدم، وتساهم في نقل الأكسجين إلى مختلف أنسجة الجسم. ويحدث ذلك عند عدم استهلاك ما يكفي من الحديد أو فقدان نسبة مهمة منه، حيث لا يستطيع الجسم إنتاج كمية كافية من الخضاب الدموي.

يمكن إجمال أسباب المرض في ما يلي:

ـ النزيف الدموي: يحتوي الدم على الحديد في الكريات الحمراء، وكل نزيف يُفقد الجسم كمية منه، كما هو الحال بالنسبة للنساء خلال فترة الحيض، والنزيف الداخلي المزمن بسبب القرحة المعدية أو فتق الحجاب الحاجز أو أورام القولون والمستقيم، كما يمكن أن ينجم عن التناول المنتظم لبعض مسكنات الألم دون وصفة طبية خصوصا الأسبرين.

ـ نقص الحديد في النظام الغذائي: يحصل الجسم على الحديد من الأغذية التي يتناولها، وكلما كان استهلاك الحديد قليلا جدا، يظهر النقص مع مرور الوقت. ومن الأغذية الغنية بالحديد نذكر: اللحوم والبيض والخضروات الورقية الخضراء والأطعمة المدعمة بالحديد.

ـ ضعف امتصاص الحديد في الجسم: يُمتص الحديد على مستوى الأمعاء الدقيقة، وكل خلل في وظيفتها قد يؤثر في قدرتها على امتصاص المواد المغذية من الطعام المهضوم.

ـ الحمل: في غياب مكملات الحديد، قد تعاني النساء الحوامل من فقر الدم بسبب نقص الحديد، وذلك نظرا لزيادة احتياجاتهن الخاصة وتلك المتعلقة ينمو الجنين.

عوامل الخطر:

قد يزداد خطر المرض عند مجموعة من الناس:

ـ النساء بشكل عام هن أكثر عرضة لخطر الإصابة لأنهن يفقدن كمية مهمة من الدم أثناء الحيض.
ـ الرضع والأطفال: خاصة أولئك الذين ولدوا قبل الأوان أو ولدوا بوزن أقل أو الذين لا يحصلون على ما يكفي من الحديد من الرضاعة الطبيعية أو عند غياب نظام غذائي صحي ومتنوع.

ـ الأشخاص النباتيين الذين لا يأكلون اللحوم خصوصا في غياب استهلاك أطعمة غنية بالحديد.
ـ المتبرعون بالدم بشكل متكرر في مدد متقاربة.

المضاعفات:

عندما يكون فقر الدم معتدلا لا يسبب مضاعفات، لكن في غياب العلاج يمكن أن تزداد حدته ويؤدي إلى مشاكل صحية، بما في ذلك:
ـ مشاكل قلبية: سرعة ضربات القلب أو عدم انتظامها، بسبب قيام القلب يمجهود لضخ المزيد من الدم لتعويض نقص الأكسجين المحمول في الدم، و هذا قد يؤدي إلى فشل القلب أو تضخمه.
ـ مشاكل أثناء الحمل: مثل الولادة المبكرة وانخفاض وزن المواليد في غياب مكملات الحديد.
ـ مشاكل النمو عند الرضع والأطفال: مثل تأخر النمو والتعرض للتعفنات.

العلاج:

الطبيب وحده من يمكنه تحديد نوع العلاج، وفي أغلب الحالات تُستعمل مكملات الحديد، وقد ينصح الطبيب بتناولها مع عصير البرتقال أو مكملات الفيتامين “سي” لأنه يساعد على امتصاص الحديد.

عموما، تتحسن حالة المريض بعد أسبوع أو ما يقاربه من بداية العلاج، وقد يتطلب الأمر مواصلة تناول المكملات لمدة عام أو أكثر حتى يتجدد مخزون الحديد، وخلال فترة العلاج يمكن للطبيب أن يطلب إعادة تحليل نسبة الحديد في الدم.

إذا لم تتحسن الحالة رغم استعمال مكملات الحديد، فالمحتمل أن يكون المرض راجعا إلى أسباب متعلقة بنزيف أو مشكل امتصاص الحديد، الأمر الذي يدفع الطبيب إلى اعتماد علاجات أخرى: مثل حبوب منع الحمل لتخفيف تدفق الحيض الغزير عند النساء، والمضادات الحيوية وغيرها من الأدوية لعلاج القرحة المعدية أو اللجوء إلى الجراحة لإزالة أورام الجهاز الهضمي أو عملية نقل الدم.

الوقاية:

يمكن التقليل من خطر الإصابة بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد عن طريق استهلاك الأطعمة الغنية بالحديد، مثل: اللحوم الحمراء، الدواجن، المأكولات البحرية، الفاصوليا، الجلبان، الخضار الورقية الخضراء، الفواكه المجففة، الحبوب المدعمة بالحديد …

يمتص الجسم الحديد من اللحوم بشكل أفضل من المصادر الأخرى، وفي حالة الرغبة في عدم استهلاكها، قد يتطلب الأمر زيادة كمية الأطعمة ذات الأصل النباتي الغنية بالحديد لامتصاص كمية منه تعادل تلك التي يستفيد منها من يأكل اللحوم.

لتعزيز امتصاص الحديد يُستحسن إرفاق الأغذية الغنية بالحديد بأطعمة تحتوي على فيتامين “سي”، لأنه يساعد على امتصاص الحديد بشكل أفضل.

تجدون على الرابط الأغذية الأكثر غنى بالفيتامين “سي”.

بالنسبة للرضع يجب اعتماد الرضاعة الطبيعة أو استعمال الحليب المدعم بالحديد خلال السنة الأولى.

بين سن 4 و6 أشهر يمكن الاعتماد على الحبوب المدعمة بالحديد على الأقل مرتين في اليوم، وبعد سنة يجب ألا يتجاوز استهلاك الأطفال للحليب أكثر من 3 أكواب يوميا، لأنه قد يأخذ مكان الأغذية الأخرى، بما في ذلك تلك الغنية بالحديد.

المصدر: مايوكلينيك