قد تتساءلون عن علاقة المعادلات من الدرجة الثانية أو الثالثة المرتبطة بالأعداد بالتماثل المتعلق بالأشكال، وما علاقة كل ذلك بمجموعات الأعداد؟ أو بشكل أدق بنظرية غالوا التي تتحدث عن تمديد الأجسام في الرياضيات “Field extensions“
قد تبدو لكم مصطلحات رياضية غامضة، لذا سنحاول في مقالنا هذا توضيح هذه المفاهيم والعلاقة التي تربط بينها.
سنة 1824 أثبت الرياضي “نيل هنريك أبيل” نتائج مذهلة حول حل المعادلات، وبعدها ببضع سنوات قام الرياضي اللامع “إيفاريست غالوا” بالبرهنة على صحة هذه النتائج كما طور خلال دراسته لهذه المعادلات علاقتها بالتماثل، لكن العالمين معا لم يعيشا طويلا لإعطاء تفاصيل أكثر حول بحوثهما.
حل المعادلات
إحدى أشهر الصيغ الرياضية التي تحدد حلول المعادلة من الدرجة الثانية
كما أن هناك حلولا للمعادلة من الدرجة الثالثة
الصيغة التي تعطي حلولا للمعادلات من الدرجة الرابعة أو معادلة من درجة أقل قد تبدو معقدة قليلا (خصوصا عندما يتعلق الأمر بالجذور العقدية) لكنها تستعمل افقط العمليات الأربعة: الجمع والضرب والطرح والقسمة لتمثيل الجذور (أي حلول المعادلة)، السؤال الهام هنا هو: هل يمكن إيجاد صيغة عامة لحلول معادلة من الدرجة الخامسة باستعمال هذه العمليات الأربع فقط؟ أو إيجاد حلول لأيّة معادلة من درجة أكبر؟
النتيجة التي توصل لها العالم أبيل سنة 1824 وبعده غالوا ببضع سنوات أنه لا يوجد حلول من هذا النوع، أي لا يكفي استعمال العمليات الأربع لتحديد حلول عامة معادلة من الدرجة الخامسة، لكن هذا لا يعني استحالة إيجاد حلول لمعادلات خاصة من الدرجة الخامسة، مثل:
يعتبر غالوا مؤسس نظرية المجموعات والدراسة الرياضية للتماثل مع عمله على المعادلات، عادة ما نتصور التماثل كشيء ماموس: صور أو نماذج متماثلة، لكن ما علاقة التماثلات بالمعادلات؟ الجواب خفي لكنه جميل.
التماثل الثابت
لنتعرف أولا ما هو التماثل، نقول أن الدائرة متماثلة لأننا نستطيع إدارتها 90° أو تغيير محاورها دون أن يتغير شكلها، إذا التماثل هو عدم القدرة على التغير رغم القسام بعدة عمليات على شكل ما، يمكن أيضا التحدث عن التماثل في المعادلات، فمثلا بالنسبة للمعادلة من الدرجة الثانية
لكن ما نوع هذا التماثل؟
لفهم الأمر، سنحلل المعادلة
المجموعة
الآن، يمكننا العودة للفكرة الرئيسية حول تماثل الحلين
تطبيق هذه الدالة على جميع الأعداد في
أي عدد ينتمي ل
والتي لا تغير على الإطلاق بينة الجسم
لكن هل يوجد تشكل تلقائي آخر للجسم
وهكذا نكون قد شكلنا زمرة تماثل هذه المعادلة (أو مجموعة الأعداد المتماثلة) والتي تعتمد على دالتي التشكل التلقائي f و g ، وهذا هو مبدأ :
“زمرة غالوا للمعادلة
لكن لماذا لا نستطيع الحصول على حل عام للمعادلات من الدرجة الخامسة؟
يمكننا تطبيق ما سبق على أية حدودية أخرى، مثل المعادلات من الدرجة الخامسة:
أي يمكن تمديد جسم من أعداد جذرية لخلق أصغر جسم
يمكننا كذلك ملاحظة التماثل بالجسم المشتق كما فعلنا في المعادلة من الدرجة الثانية، فهناك تشاكل تلقائي للجسم
ما استطاع غالوا إثباته هو أنه مهما تكن معادلة ما (تقبل حلا باستعمال العمليات الأربع أم لا) فإنها تعتمد على “جسم غالوا”، فإذا استطعنا كسر جسم غالوا إلى عناصر أصغر تضم الجذور المربعة (حلول المعادلة من الدرجة الثانية) أو الجذور المكعبة أو الجذور من الرتبة n فإن المعادلة تقبل حلولا عامة، لكن إذا لم نستطع القيام بهذه العملية أو إيجاد تماثل داخل الجسم، في هذه الحالة لا نستطيع إيجاد حل عام للمعادلة باستعمال العمليات الأربع فقط، وهذا هو الحال مع بعض المعادلات من الدرجة الخامسة وكذا المعادلات من درجة أكبر.
دراسة حل المعادلات باستعمال نظرية المجموعات التي تطرقنا لها هي التي تسمى “نظرية غالوا” الشهيرة.