غالبا ما يعاني الأطفال الخدج من صعوبة في السمع، ومعالجة الكلمات مقارنة بغيرهم من الأطفال المكتملين في النمو، يرجع ذلك إلى كون مناطق الدماغ التي تعالج الأصوات لا تكون مكتملة بما فيه الكفاية في وقت الولادة. وتقترح دراسة شملت أربعين طفلا من الخدج، توفير وسط شبيه بالرحم مع تسجيلات لنبضات قلب الأم وصوتها لمعالجة المشكل.
إعداد : دنيا لحرش / التدقيق اللغوي: الحسن أقديم.
حسب الباحثة كارين سترومسوولد من جامعة روتجرز بنيوجرزي، فإن نتائج هذه الدراسة تتوافق مع ما يعرفه العلماء عن نمو مخ الجنين.
يستطيع الجنين السماع في غضون الأسبوع 24 من الحمل، حيث تنتقل الخلايا العصبية ثم تشكل روابطا في القشرة السمعية، وهي منطقة الدماغ حيث تعالج الأصوات. وحالما تبدأ القشرة السمعية في العمل، يسمع الجنين الأصوات ذات التردد المنخفض غالباً، مثل نبض قلب الأم ، إضافة إلى لحن وإيقاع صوتها. فيما يطرح غيرها من الأصوات الخارجية. ويعتقد الباحثون أن سماع هذا اللحن وإيقاع الكلام قبل الكلمات الفردية، قد يكون اللبنة الأولى لاكتساب اللغة، وهو ما لا يتم عند ولادة الطفل قبل موعده الطبيعي.
وبالإضافة إلى وابل الأضواء الساطعة والروائح الكيماوية، والأصوات الصاخبة لوحدة العناية المركزة بالمستشفيات، يحرم الأطفال الخدج من عدد كبير من الأحاسيس التي سيحصلون عليها في الرحم، كنبض قلوب أمهاتهم وصوتها، كما يصعب عليهم المحافظة على درجة حرارة جسمهم ورطوبته خارج الحاضنة مما يقلل تواجدهم مع الأمهات. و قد أكدت دراسات أخرى أن تقليل مستوى الضوضاء عالية التردد بغرفة حاضنات الأطفال الخدج ( أو تزويدهم بسدادات للأذن) يحسن وضعهم بشكل كبير.
لاختبار تأثير الأصوات التي يمكن للحميل سماعها في الرحم على أطفال خدج، قام فريق البحث بإذاعة أصوات مجموعة من الأمهات ونبض قلوبهن في حاضنات أبنائهن الخدج لمدة ثلاثين يوما، وللمقارنة اعتمد الفريق على مجموعة من الأطفال تلقوا عناية عادية، وقد بينت النتائج أن القشرة السمعية للمجموعة الأولى من الأطفال أكثر سمكا من نظيرتها عند المجموعة الثانية، ويقول أحد مؤلفي الدراسة أننا لا ندري إن كان لهذا النمو تأثير لاحق على الطفل، لكن من المؤكد أن سمكا أكبر في هذه المنطقة من الدماغ يعد إيجابيا.
نشرت الدراسة في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم.
يجمع الباحثون على الحاجة لدراسات أكبر حجماً وأكثر تفصيلاً لتأكيد مثل هذه النتائج ، حيث تبقى هذه التدخلات غير كافية لحصر المشاكل الصحية العديدة التي يعانيها الأطفال الخدج، إلا أن هذه التجربة تفيد أن ثلاث ساعات من التعرض اليومي لأصوات تحاكي الوسط داخل الرحم، تعين الدماغ على أخد المسار الصحيح في طريق الشفاء.
المراجع : ساينس