سرينفاسا رامانجن (1887-1920)
في مثل هذا اليوم من سنة 1887 ولد بالهند طفل من عائلة فقيرة، غير عالم الرياضيات إلى الأبد. هذا الطفل هو سرينفاسا رامانجن عالم الرياضيات العبقري الذي تعاون مع هاردي في كامبريدج رغم أنه لم يكمل دراسته الجامعية بسبب ولعه الشديد بالرياضيات. في هذا المقال سنتقصّى قصته.
تلقّى عالم الرياضيات البريطاني هاردي سنة 1913 رسالة غريبة من الهند. الرسالة ذات العشر صفحات احتوت على حوالي 120 عبارة حول المتتاليات اللانهائية، التكاملات، ونظرية الأعداد… كل عالم رياضيات مشهور يتلقى رسائل من المهووسين، لكنّ شيئا ما جعله يفكر في كون هذه الرسالة مميزة، فعرضها على مساعده. بعد ساعات استنتجا أن هذه النتائج “يجب أن تكون صحيحة، وإن كانت خاطئة، لا أحد سيملك المخيلة لابتكارها”. وهكذا قُدّم رامانجن لعالم الرياضيات.
ولد رامانجن في جنوب الهند، وكان تلميذا واعداً، فاز بجوائز أكاديمية في الثانوية. لكن في عمر السادسة عشر أخذت حياته منحى آخرا بعد أن حصل على كتاب عنوانه : “موجز للنتائج الأساسية في الرياضيات البحثة والتطبيقية”. الكتاب ببساطة تجميع لآلاف النتائج الرياضية، وضعت معظمها بدون إثبات، مما ولد لديه اندفاعا شديدا للنشاط الرياضي أثناء عمله في إثبات مسائل الكتاب. هذا الانغماس الكلي في الرياضيات سبب له الفشل في دراسته الجامعية.
بعد أن ترك الجامعة، ولأنه من عائلة فقيرة، كانت حياته صعبة إذ كان يعيش على تبرعات أصدقائه، ويملأ الدفاتر باكتشافاته الرياضية. إلى أن أرسل إلى كامبريدج الرسالة التي حل فيها ثغرة هاردي في الأعداد الأولية. كان الأمر يتعلق بمعادلة قام رامانجن بإنشائها وهي تعطي عدد الأعداد الأولية التي توجد تحت قيمة معينة. وبعد إلحاح من هاردي رحل إلى انجلترا سنة مارس 1914.
حصل على البكالوريوس في الرياضيات سنة 1916 من كامبريدج وكان أول هندي يكرم من طرف الجمعية الملكية البريطانية سنة 1918، هذا التعاون بين هاردي و رامانجن كان مثمرا إذ أن رامانجن كان يعمل أحيانا ثلاثين ساعة بدون توقف، لدرجة أن هاردي كان يقارنه بأويلر.
وتوفي سنة 1920 بعد 32 سنة حافلة بالإنجازات.
المصدر: الأكاديمية البحرية الأمريكية