نشر الباحث المرموق ستيفن هاوكينغ، رفقة مجموعة من العلماء، مقالا على صفحات الجريدة البريطانية “الأندبندنت” (The Independant) ينتقد فيه عدم اهتمام العلماء بالمخاطر الممكن حدوثها بسبب التطور الكبير في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقد حرر هاوكينغ مقاله مع باحثين مشهورين مثل ستيوارت راسل (Stuart Russel) وماكس تيجمارك (Max Tegmark) وفرانك ويلتشيك (Frank Wilczek). ويعتبر كتاب المقال أن “التطور والتقدم الناجح للذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أكبر حدث في تاريخ البشرية. كما يمكنه للأسف أن يكون آخر حدث”. ويعرض المقال عدة مخاطر تحيل في مجملها على إشكاليات تم تحليلها ومناقشتها في ميدان السينما.
ففي أفلام مثل آي روبوت (iRobot) أو تيرميناتور (Terminator) يمكن أن نشاهد نمو وتطور عدة أنواع من الكائنات ذات الذكاء الاصطناعي، غالبا على شكل جساميل، بإمكانها السيطرة على مختلف وسائل العيش الحالية التي تنظم حياة البشر. هل ستظل هذه السيناريوهات حبيسة الخيال؟ يعتقد هاوكينع” والعلماء الثلاثة الآخرون أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يخرج قصص الأفلام إلى الواقع. “فبإمكاننا أن نتخيل احتمال قيام هذه التكنولوجيا بالتلاعب بالأسواق المالية وتجاوز قدرات العلماء البشر والتأثير على الزعماء والقادة عبر العالم وتطوير أسلحة خارجة عن نطاق فهمنا واستيعابنا. على المدى القصير، يرتبط تأثير الذكاء الاصطناعي بالشخص الذي يتحكم فيه، أما على المدى الطويل، فسيعتمد ذلك على إمكانية التحكم المباشر والسيطرة الكاملة على الكائنات الذكية الآلية.
ينصحنا العلماء الأربعة بتغيير جوهر البحوث والأعمال العلمية في مجال الذكاء الاصطناعي. علينا العمل بشكل متواز على خلق ذكاء جديد وعلى البحث عن طرق للتحكم فيه ومراقبته. مما سيحيي من جديد نقاشات قديمة عن العبودية. فهل يمكن اعتبار استعباد نوع من الكائنات الذكية التي تم صنعها شيئا لا أخلاقيا؟ (لنتذكر جميعا أن أصل الكلمة الانجليزية المقابلة لكلمة جسمال “Robot” يحيل على العمل المتعب).
ويعتبر العلماء تقنيات الذكاء الاصطناعي الحالية، بما فيها المساعدات الشخصية على الهواتف الذكية (سيري SIRI، جوجل ناوGoogle Now، كورتانا Cortana …) وحاسوب IBM الذكي واتسون (Watson) وسيارات جوجل الذكية …، يعتبرونها “مجرد إنجاز باهت مقارنة بما يمكن الوصول إليه خلال العشر سنوات المقبلة”.
يبقى الأمل معلقا على قوانين أسيموف الثلاثة المتعلقة بالجسملة لحمايتنا عندما يصبح للآلة القدرة على تحديد مصيرها ذاتيا.
أسامة الحمزاوي
مراجعة: علي توعدي
المصدر: