في مثل هذا اليوم من سنة 1867 ولدت عالمة الفيزياء والكيمياء ماري كوري.
ولدت “ماريا سالوميا سكلودوفسكا” في وارسو ببلونيا، وهي الإبنة الصغرى لأسرة الأستاذ “فلاديسلاف سكلودوفسكي” المكونة من ستة أفراد. التحقت ماريا وهي في العاشرة من عمرها بالمدرسة الداخلية التي كانت تديرها والدتها، ثم انتقلت بعدها إلى مدرسة أخرى للبنات تخرجت منها سنة 1883. قضت عامًا في الريف مع أقارب والدها، لتعود بعدها لوارسو للعمل بالتدريس الخصوصي.
شغفها الكبير بالفيزياء والكيمياء و الرياضيات، دفع بالشابة ذات الأربعة والعشرين ربيعا لمغادرة بولونيا نحو باريس لإتمام الدراسة بجامعة السوربون، كانت ماريا تواصل دراستها نهارًا وتقوم بإعطاء الدروس الإضافية للطلبة مساءً لتتمكن من تغطية نفقات الدراسة.
في سنة 1893، حصلت على درجة علمية في الفيزياء، والتحقت بعدها للعمل بأحد المختبرات الصناعية، وواصلت دراستها في السوربون في نفس الوقت لتحصل بعد سنةْ على درجة علمية في الرياضيات أيضا.
كانت ماريا تعمل بجد،وتطمحإلى العودة لبلدها “بولونيا” كي تمارس هناك أبحاثها في مجالها العلمي، غير أن جامعة “كراكوفيا” رفضت إلحاقها بالعمل لمجرد كونها امرأة. بعد أن أقنعتها رسالة من “بيير كوري”( زوجها الذي ستحمل اسمه فيما بعد) قررت ماري العودة إلى باريس لمتابعة دراستها بسلك الدكتوراه .
قررت ماري كوري أن تتخذ من إشعاعات اليورانيوم موضوعًا لرسالتها البحثية، فقامت باستخدام جهاز يسمى الإلكترومتر- كان زوجها وأخوه قد ابتكراه قبل 15 سنة لقياس الشحنة الكهربية – واكتشفت أن إشعاعات اليورانيوم تجعل الهواء المحيط بالعَيِّنة قابلاً لتوصيل الكهرباء، وعن طريق هذا الجهاز استنبطت أول نتائج بحثها، وهي أن نشاط مركبات اليورانيوم يعتمد فقط على كمية اليورانيوم الموجودة بها،وقد أثبتت الفرضية القائلة بأن الإشعاع لا ينتج عن تفاعل ما يحدث بين الجزيئات، بل يأتي من الذرة نفسها. كانت تلك الفرضية خطوة هامة في دحض الافتراض القديم القائل بأن الذرات غير قابلة للانقسام.
مع مرور الوقت، ازداد إعجاب بيير بعمل زوجته، حتى أنه في منتصف عام 1898، ترك أبحاثه حول البلورات وانضم للعمل معها في أبحاثها.
في يوليو 1898، نشر الزوجان بيير وماري كوري ورقة بحثية مشتركة، أعلنا فيها عن وجود عنصر أطلقا عليه اسم “البولونيوم”، تكريمًا لبلدها الأصلي بولنيا.
وفي 26 ديسمبر 1898، أعلن الزوجان كوري عن وجود عنصر ثانٍ، اسموه “الراديوم” ذو نشاط إشعاعي جد كبير.
في يونيو 1903، وتحت إشراف “هنري بيكريل”، تم منح ماري درجة الدكتوراه من جامعة باريس.
في ديسمبر 1903، منحت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم كلاً من بيير وماري كوري وهنري بيكريل جائزة نوبل في الفيزياء اعترافًا بالفضل الكبير لأبحاثهم المشتركة في دراسة ظاهرة الإشعاع المؤين التي اكتشفها البروفيسور بيكريل.
لتصبح ماري أول امرأة تفوز بجائزة نوبل
تواصل التقدير الدولي لأعمالها عندما منحتها الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم عام 1911، جائزة نوبل أخرى، هذه المرة في الكيمياء، كانت الجائزة اعترافًا بفضلها في تقدم الكيمياء من خلال اكتشافها عنصري الراديوم و البولونيوم، وفصلها لمعدن الراديوم، ودراستها لطبيعة ومركبات هذا العنصر الهام… كانت ماري أول من يفوز أو يتشارك في جائزتي نوبل، كما أنها أحد شخصين فقط فازا بالجائزة في مجالين مختلفين.
في ربيع سنة1934 زارت ماري كوري وطنها الأم بولونيا للمرة الأخيرة في حياتها؛إذ توفيت بعد شهرين من تلك الزيارة (في 4 يوليو1934) في مصحة بإقليم شرق فرنسا؛ حيث كانت تعالج من مرض ناجم عن تعرضها الزائد عن الحد للعناصر المشعة.
المصدر: 1