تمكن الباحثون لأول مرة من قياس كمية المواد المغادرة لسلسلة جبلية بسبب عامل التعرية على مدى حوالي مليون سنة، وقد توصلوا إلى أن التعرية بواسطة الجليد خلال الفترات الجليدية التي شهدتها الأرض لها تأثير أكبر على الجبال من تأثير بناءها من طرف عوامل تكتونية.
هذه الدراسة الدولية التي شارك فيها عدة علماء من جامعات مختلفة، كان هدفها مقارنة قوة تأثير كل من المناخ وتكتونية الصفائح على الجبال، وقد نشرت نتائج الدراسة في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم.
أجريت أبحاث الدراسة في جبال سنت إلياس بساحل ألاسكا، ووجد الباحثون أن سرعة التعرية التي تعرضت له الجبال منذ مليون سنة مضت كانت كبيرة خلال إحدى أقوى وأطول الفترات الجليدية التي شهدتها الأرض.
عرفت الدراسة عملا ميدانيا امتد لعقد من الزمن، وشارك فيها علماء من عشر دول مختلفة مستخدمين فيها ولأول مرة معدات زلزالية لرسم خريطة رسوبية لأعماق خليح ألاسكا مع أخذ عينات للمواد المترسبة من قاع الخليج جراء التعرية الذي شهدته جبال “سنت إلياس”، وبالتالي كشف اللثام عن ملايين السنين من التاريخ الجيولوجي.
يقول سين غوليك قائد الدراسة: ” أظهرت النتائج أن عمر معظم الرواسب أصغر مما كنا نعتقد ومعدلات إنتاجها أعلى مما توقعنا”، ويضيف: “منذ تغير المناخ العالمي خلال منتصف حقبة البليستوسين من الفترات الجليدية القصيرة (40.000 سنة) إلى الفترات الجليدية الطويلة (100.000) ازدادت تعرية الجبال أكثر من بنائها من طرف عوامل تكتونية “.
خلاصة الدراسة أن العوامل المناخية، مثل حركة الأنهار الجليدية، يمكن أن تسبب في تعرية الجبال أكثر من بنائها من طرف عوامل تكتونية على مدى ملايين السنين، وبالتالي فنتائج الدراسة تسلط الضوء على الدور المحوري للتقلبات المناخية في تأثيرها على تضاريس الكرة الأرضية.
المصدر : جامعة فلوريدا