عانت أجيال عديدة من البريطانيين من بشاعة مرض الديدان الاسطوانية. بعد أن أكدت الأبحاث أن الملك ريتشارد الثالث كان واحدا من المصابين بها، أزهق هدا المرض العديد من الأرواح في عهده ومن بعده. في زمننا هدا لا نملك سوى أن نكون شاكرين للتقدم الكبير الذي حققته البشرية في ميادين عدة خصوصا الميدان الطبي. فقد كان الكل عرضة لأمراض فضيعة لا تميز بين الغني والفقير، وتتفنن في قتل الكل أو تجعلهم يتمنون الموت.
واليكم لائحة بخمسة أمراض تم التغلب عليها:
1 ـ التعرق المرضي (Sweating sickness) : المعروف أيضًا باسم مرض التعرق الإنجليزي، وهو مرض غامض وشديد الضراوة. ضرب إنجلترا ثم أوروبا في وقت لاحق، في سلسلة من الأوبئة بدأت عام 1485، ثم عاود الظهور عام 1551، وبعد ذلك اختفى هذا المرض. كانت أعراضه مثيرة ومفاجئة، وتؤدي في كثير من الأحيان إلى الوفاة في غضون ساعات.
2 ـ الطاعون (The plague): مرض بكتيري معدي حاد، وهو من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان. مع بداية عام 1348 قتل الطاعون الدبلي ( bubonic plague) حوالي40% من السكان البريطانيين؛ حيث يصنف كأحد الأمراض الخطيرة التي تسبب أوبئة في حالة عدم السيطرة عليه.
3 ـ الجدري (Smallpox) : أول مرض ينتصر عليه الإنسان، وينشأ نتيجة العدوى بفيروس ينتقل من المصابين إلى الأصحاء. ويظهر على شكل طفح جلدي يشبه البثور على جلد المريض، ثم تتكون قشرة على البثور التي ما تلبث أن تسقط تاركةً ندبة في مكانها. وقد بقى العلاج عاجزا بشكل كبير أمام هذه الآفة فترة من الزمن، ففي سنة 1760 كان قوة مدمرة في أمريكا لدرجة أن القائد العام للقوات المسلحة في بريطانيا ( Sir Jeffrey Amherst) قام عمداً بتقديم بطانيات حاملة للمرض للسكان الأصليين المتمردين بأمريكا كاستراتيجية للحرب الجرثومية في وقت مبكر. وتمكن إدوارد جينر (Edward Jenner) من اكتشاف التطعيم الخاص به سنة 1798.
4 ـ الديدان الطفيلية (Worms) : يعد أكثر انتشاراً في المناطق الإستوائية والمناطق التي تعاني من انعدام الإهتمام بالنظافة والصحة العامة. وتحدث العدوى عن طريق تناول طعام ملوث ببراز يحتوي على البيض. وبعد ابتلاعها تفقس وتخرج منها اليرقات التي تعيش داخل الأمعاء الدقيقة والتي تخترقها بعد ذلك، وتنقل عبر الدم لتصل إلى الرئتين وأخيراً تهاجر عبر المسالك التنفسية ، ليتم ابتلاعها، وتهبط مرة أخرى إلى الأمعاء، لتنمو وتتطور بجدار الأمعاء. وتمتص دم الإنسان، مما يسبب فقر دم شديد وهزال وضعف عام.
5 ـ داء القمل (Phthiriasis) : مرض لا يخفى على الأغلبية وبالإمكان الإصابة بالعدوى بمجرد وصول الحشرة الصغيرة سمراء اللون (والتي يبلغ طولها حوالي 2.5 مليمتر) أو بيضها إلى فروة الرأس، حيث أن أنثى القمل تضع من 7-9 بيضات في اليوم، وتفقص البيضة بعد أسبوع من وضعها، وتبدأ في الاقتيات على دم العائل .
المصدر: theguardian