أجري الحوار التالي مع الباحثة المغربية زينب ملين و التي تعمل بمختبر هندسة العمليات الكميائية باليابان. الباحثة أبانت عن مستوى علمي كبير أهلها للعمل في أحد أكبر الدول و أعرقها في مجال البحث العلمي، هذا الحوار يعرفكم عن قرب عن الباحثة زينب ملين.
إعداد: صفاء شافي
من هي الدكتورة زينب ملين؟
إزددت بالرباط في 16 من فبراير سنة 1986، تابعت دراستي في مجموعة مدارس الأطلس إلى أن حصلت على شهادة الباكالوريا، بعدها توجهت إلى جامعة مونبوليي بفرنسا حيث إخترت دراسة الكمياء العامة، وبعد حصولي على الإجازة في الهندسة البيوجزيئية، إنتقلت إلى باريس للتحضير لدرجة الماستر في الكمياء العضوية و علم الأحياء في الجامعة المرموقة بيير وماري كوري.
طيلة فترة هذا التكوين، حضيت بفرصة إجراء تداريب في مجموعة من المجالات حيث عملت على صنع منتجات مضادات الأكسدة انطلاقا من مستخلصات نباتية لمعالجة شيخوخة الجلد، و كذا الكربوهيدرات كمثبطات للأنزيمات التي تلعب دور مضادات للسرطان.
كيف بدأ شغفك بالعلوم؟
في صغري كنت أمتلك مكتبة كبيرة في غرفتي الخاصة، و كنت مولوعة بقراءة موسوعات العلوم الطبيعية مما جعلني أحب علوم الحياة بشكل عام و أمضي أوقاتا طويلة في المطالعة وكان إهتمامي أكثر بالتحولات النسبية لحالات المادة، بالبيئة، بدورة الماء و بعالم الحيوان و النبات.
ماهي أول خطواتك في مسار البحث العلمي؟
شغفي بالبحث العلمي دفعني إلى تحضرشهادة الدكتورا و مناقشتها سنة 2013 بالمدرسة الوطنية العليا للكمياء بمونبوليي، كان موضوع البحث حول صناعة المواد النانوية الذكية والمساهمة في تطبيقات بيئية خصوصا الأغشية الصالحة لمعالجة مياه الصرف الصحي، المدعم من طرف المركز الوطني للبحث العلمي مدة ثلاث سنوات.
كيف كان إلتحاقك بمختبر هندسة العمليات الكميائية باليابان ؟
لقد حضيت بفرصة الذهاب إلى اليابان للعمل على مشروع أغشية السيراميك الهجينة (العضوية وغير العضوية) لمدة أربعة أشهر، والذي يمكن أن يحد من أسباب الإحتباس الحراري من خلال أسر ثاني أكسيد الكربون المنبعث من غازات الإحتراق، مما يلحق ضررا خطيرا بمنظومتنا البيئية، وبما أن التقنيات المستخدمة حاليا سامة وجدا مكلفة للطاقة، فكرنا في تطوير أنظمة دائمة و سهلة في تجديدها. و هكذا بعد نجاح المشروع قررت الجامعة تعييني أستاذة مساعدة و عضوة دائمة في مختبر هندسة العمليات الكميائية.
ما هو سر نجاحك ؟
مفتاح النجاح هو ذلك الولع الذي يجمعني بالعلم ويحفزني دائما إلى العمل و المثابرة. لقد سعدت كثيرا بتجربة الدراسة بعيدا عن الوطن لاكتشافي مجموعة من الثقافات المختلفة و التي منحتني ما وصلت إليه اليوم.
هل لك من متمنيات؟
أتمنى في المستقبل إبرام شراكات علمية بين المغرب واليابان لأن بلدنا يعقد اماله على الجيل الجديد، رجالا ونساءا، للنهوض بالبحث العلمي سواء على الصعيد الوطني أو العالمي.
ما هي نصيحتك للمرأة المغربية؟
إني أشجع بقوة المرأة المغربية على الثقة في كفاءاتها و أن ترفض حكم الظروف و أن تتسلح بالكتب و تضاعف المطالعة في جميع المجالات: الدين، العلوم الإنسانية، التاريخ … أظن أنه على الفرد مواكبة الجديد وأن يعمل على تنمية ثقافته بنفس الطريقة التي يغذي بها جسمه.
كلمة أخيرة
أود أن أختم بمقولة مشهورة للفنان الأمريكي كينغ : “الشيء الجميل في التعلم هو أن لا أحد يستطيع أن ينتزعه منك”