حصان البحر
مرحبا بكم في مقال جديد من سلسلتكم العلمية “أنيماليا”.
ضيف هذا المقال من بين الحيوانات الظريفة والمسالمة، وهو مشهور بتعدد أشكاله البهية وخصائصه الغريبة. إنه حصان البحر.
حصان البحر، أو فرس البحر، إسمه العلمي ( Hippocampus ).
هو سمكة من فصيلة زمارات البحر. له أكثر من 30 نوعا تعيش كلها في المياه الاستوائية والمتوسطة الضحلة. وتعتبر العديد منها مهددة بالانقراض.
يتكون اسمه من الكلمتين الإغريقيتين (Hippo) أي الحصان و (Kampos) أي وحش البحر. وسمي هكذا لشبهه الكبير بالحصان.
لكل حصان بحر عضو غريب أعلى رأسه يأخذ شكل تاج، بحيث يعد هذا الأخير بمثابة بصمة مشابهة لبصمة الأصابع والآذان عند الإنسان، إذ لكل حصان بحر تاج فريد يميزه عن باقي الأحصنة.
رغم أن حصان البحر يعد من الأسماك، إلا أنه لا يمتلك قشورا مثلها، بل تغطي جسمه طبقة سميكة من الجلد تمتد على طول الحلقات العظمية، ويختلف شكل هذه الأخيرة وعددها من نوع لآخر. وخلافا لجميع الحيوانات التي تنتمي لفصيلة الزمارات، يعتبر فرس البحر الحيوان الوحيد الذي يسبح بشكل عمودي، ما يمنحه مظهرا أنيقا وجذابا أثناء السباحة. إلا أن هاته الأناقة هي غالبا ما تسبب له العديد من المشاكل، وقد تكون سبب هلاكه في أحايين كثيرة . فسباحته العمودية تجعله بطيئا نسبيا، وتتركه فريسة سهلة.
ولكي يحمي نفسه، يفضل حصان البحر الركون إلى أماكن محمية، مستخدما ذيله في تثبيت نفسه وربطها مع الأعشاب البحرية أو الشعب المرجانية. وحيثما يظهر الخطر، سيتمكن حينها من الاختباء وسطها بسهولة. كما أن لعينيه خاصية عجيبة مشابهة للحرباء، إذ تتحرك كل واحدة بشكل مستقل عن الأخرى. ما يمنحه رؤية شاملة تساعده على الهروب من الأعداء في الوقت المناسب.
يتغذى فرس البحر على القشريات والعوالق. ويستعمل في ذلك خرطوما يتكون من فكين خاليين من الأسنان، يمتص بهما الطعام من مسافة تصل إلى 3 سنتيمترات.
ينقسم حصان البحر إلى ذكر وأنثى، كما هو الحال بالنسبة لجل الكائنات الحية، إلا أنهما لا يختلفان كثيرا، سواء في الشكل أو الحجم. وتتعدد ألوانه باختلاف محيطه، إذ لدى حصان البحر أكثر من 200 لون مختلف؛ وعادة ما يغير لونه في مناسبات خاصة، كليلة العمر مثلا.
نصل الآن إلى مرحلة التزاوج والتكاثر، و تتميز هاته المرحلة بخصائص عجيبة عند حصان البحر الذكر جعلت منه حيوانا فريدا من نوعه، وقد تتمنى النساء لو انطبق الأمر على الإنسان أيضا.
حصان البحر أحادي الزواج ويظل وفيا لرفيقته طيل حياته. كما أنه الكائن الوحيد على الأرض الذي يعاني ويلات الحمل والولادة بدل الأنثى. إذ تقوم هذه الأخيرة بتحرير ما يقارب 1500 بويضة في كيس أسفل بطن ذكر حصان البحر (وبالنسبة للأنواع صغيرة الحجم تحرر الأنثى من 50 إلى 150 بويضة)، ليتولى هو بعد ذلك مسؤولية تلقيح تلك البويضات وحضانتها إلى أن تفقس داخله وتُطرَح في الماء بعد فترة حمل تصل إلى أربعة أسابيع.
لا يتجاوز طول مولود حصان البحر 16 ملمترًا حسب نوعه. بينما قد يصل طول البالغ منه إلى 36 سنتمترًا. وتتراوح فترة عيشه ما بين سنتين إلى 4 سنوات.
وفي ختام المقال نترككم مع بعض المعلومات السريعة حول حصان البحر :
· تفضل أحصنة البحر السباحة في أزواج مع ربط ذيولها معًا.
· تسبح أحصنة البحر في وضع مستقيم وتتجنب الحيوانات المفترسة عن طريق محاكاة لون النباتات تحت الماء.
· باستثناء السلطعون، هناك القليل من الحيوانات المفترسة البحرية التي تأكل حصان البحر، إذ تسبب طبيعته العظمية عسرا هضميا شديدا.
· يتنقل حصان البحر باستخدام زعنفة صغيرة على ظهره ترفرف بسرعة تصل إلى 35 مرة في الثانية الواحدة. وقصد التوجيه، يستخدم حصان البحر زعانف صدرية صغيرة تقع بالقرب من الجزء الخلفي لرأسه.
· بسبب شكل جسمه العمودي، يعد حصان البحر سباحا سيئا، وقد يصاب بالإرهاق بسهولة ليغرق بعدها في أعماق البحار.
· ليس لحصان البحر أسنان ولا معدة، ما يجعل الطعام يمر بسرعة من خلال جهازه الهضمي. لذا وجب عليه أن يأكل باستمرار وبشكل دائم للبقاء على قيد الحياة.
· يمكن أن يستهلك حصان البحر أكثر من 3000 وحدة من الروبيان الملحي في اليوم الواحد.
· بما أن الحمل هو عملية مقرونة بذَكَرِ حصان البحر، فإن الإناث تتحرر لإنتاج المزيد من البيض على الفور، وبالتالي تتكاثر أحصنة البحر بشكل أسرع.
· يشارك فرس البحر في رقصة مغازلة لمدة ثمان ساعات تشمل الدوران حول الأنثى، والسباحة جنبًا إلى جنب مع تغيير الألوان.
نلتقي قريبا مع مقال آخر وحيوان جديد.
_________________________________