هو كلوديوس جالينوس، قيل ولد في سنة 120م في بلدة سلطانية، وتُوفِّي بها سنة 199م.
من أشهر أطباء اليونان، وهو أحكم حكيم بعد أبقراط، كان فيلسوفاً، منطقياً، حكيماً. برع في الطب والفلسفة وهو ابن سبعة عشر سنة.
وذكروا أن الأصل كان في اسم جالينوس غالينوس، ومعناه الساكن أو الهادي، وقيل أن ترجمة اسم جالينوس معناه بالعربي الفاضل.
وقال أبو بكر محمد بن زكريا الرازي في كتاب الحاوي أنه ينطلق في اللغة اليونانية أن ينطق بالجيم غيناً وكافاً، فيقال مثلاً جالينوس غالينوس وكالينوس، وكل ذلك جائز، وقد تجعل الألف واللام لاماً مشددة فيكون ذلك أصح في اليونانية.
” فائدة: إن في لغة اليونان كل ما كان من الأسماء الموضوعة من أسماء الناس وغيرهم، فآخرها سين مثل جالينوس وديسقوريدس وإنكساغورس وأرسطوطاليس ديوجانيس وأريباسيوس، وغير ذلك، وكذلك مثل قولهم قاطيغورياس وباريمينياس، ومثل أسطوخودس، وأناغالس، فإن السين التي في آخر كل كلمة حكمها في لغة اليونانيين مثل التنوين في لغة العرب الذي هو في آخر الكلمة، مثل قولك زيدٌ وعمرٌ وخالدٌ وبكرٌ وكتابٌ وشجرٌ، فتكون النون التي تتبين في آخر التنوين مثل السين في لغة أولئك… ومن الألفاظ التي في لغة اليونانيين، وهي قلائل؛ ما لا يكون في آخره سين مثل سقراط وإفلاطن وأغاثاذيمون وأغلوقن وتامور وياغات، وكذلك من غير أسماء الناس مثل أنالوطيقيا ونيقوماخيا والريطورية، ومثل جند بيرستر وترياق، فإن هذه الأسماء تكون في لغة اليونانيين لا يجوز عندهم تنوينها فتكون بلا سين، وذلك مثل ما عندنا في لغة العرب أن من الأسماء ما لا ينون، وهي الأسماء التي لا تنصرف مثل إسماعيل وإبراهيم وأحمد ومساجد ودنانير، فتكون هذه كتلك، واللَّه أعلم. أقول ويقع لي أن من الألفاظ التي في لغة اليونانيين، وهي قلائل؛ ما لا يكون في آخره سين مثل سقراط وإفلاطن وأغاثاذيمون وأغلوقن وتامور وياغات، وكذلك من غير أسماء الناس مثل أنالوطيقيا ونيقوماخيا والريطورية، ومثل جند بيرستر وترياق، فإن هذه الأسماء تكون في لغة اليونانيين لا يجوز عندهم تنوينها فتكون بلا سين، وذلك مثل ما عندنا في لغة العرب أن من الأسماء ما لا ينون، وهي الأسماء التي لا تنصرف مثل إسماعيل وإبراهيم وأحمد ومساجد ودنانير، فتكون هذه كتلك، واللَّه أعلم.”
v من حكمه وأدابه:
قال جالينوس:
- الهم فناء القلب والغم مرض القلب، ثم بين ذلك قال الغم بما كان والهم بما يكون، وفي موضع آخر الغم بما فات والهم بما هو آت، فإياك والغم فإن الغم ذهاب الحياة، ألا ترى إن الحي إذا غُمَّ وجبةً تلاشى من الغم.
- قال في صورة القلب إن في القلب تجويفين أيمن وأيسر، وفي التجويف الأيمن من الدم أكثر من الأيسر، وفيهما عرقان يأخذان إلى الدماغ، فإذا عرض للقلب ما لا يوافق مزاجه انقبض، فانقبض لانقباضه العرقان، فتشنج لذلك الوجه وألِمَ له الجسد، وإذا عرض له ما يوافق مزاجه انبسط، وانبسط العرقان لانبساطه، قال وفي القلب عُرَيق صغير كالإنبوبة مطل على شغاف القلب وسويدائه، فإذا عرض للقلب غم انقبض ذلك العُريق فقطر منه دم على سويداء القلب وشغافه، فيعصر عنه ذلك من العرقين دم يتغشاه، فيكون ذلك عصراً على القلب، حتى يحس ذلك في القلب والروح والنفس والجسم، كما يتغشى بخار الشراب الدماغ فيكون منه السكر. وقيل إن جالينوس أراد امتحان ذلك، فأخذ حيواناً ذا حس فغمه أياماً، ولما ذبحه وجد قلبه ذابلاً نحيفاً قد تلاشى أكثره، فاستدل بذلك على أن القلب إذا توالت عليه الغموم، وضاقت به الهموم، ذبل ونحل، فحذر حينئذ من عواقب الغم والهم.
- وقال لهم لا ينفع علم مَن لا يعقله، ولا عقل مَن لا يستعمله.
- وقال في كتاب أخلاق النفس كما أنه يعرض للبدن المرض والقبح، كذلك يعرض للنفس مرض وقبح، فمرضها كالغضب، وقبحها كالجهل.
- وقال: لِنْ تنل، واحلم تنبل، ولا تكن معجباً فتُمتهن.
- وقال: يتهيأ للإنسان أن يصلح أخلاقه إذا عرف نفسه، فإن معرفة الإنسان نفسه هي الحكمة العظمى، وذلك أن الإنسان لإفراط محبته لنفسه، بالطبع، يظن بها من الجميل ما ليست عليه، حتى إن قوماً يظنون بأنفسهم أنهم شجعاء وكرماء وليسوا كذلك، فأما العقل فيكاد أن يكون الناس كلهم يظنون بأنفسهم التقدم فيه، وأقرب الناس إلى أن يظن ذلك بنفسه أقلهم عقلاً،
v من مؤلفاته:
– كتاب في فرق الطب المخالفة بعضها بعضاً في الجنس، وهي فرقة الرأي والفكر والقياس، والفرقة الثانية فرقة التجارب، والثالثة فرقة الحيل.
– كتاب في الطعام.
– كتاب في نبض العروق.
– كتاب في تشريح العصب.
– كتاب في تشريح العروق والأوراد.
– مقالتان في علل النفس.
– أربع مقالات في الصوت.
– كتاب في منافع الأعضاء سبع عشرة مقالة.
– كتاب في تشريح الرحم.
– كتاب في علامات العين.
– كتاب في طب أصحاب التجارب.
– ثلاث مقالات في ركة الرئة والصدر.
– كتاب التشريح الكبير في خمس عشرة مقالة
– كتاب الصناعة الصغيرة
– كتاب النبض الصغير
– كتاب في العضل
– كتاب المزاج
– كتاب القوى الطبيعية
– كتاب العلل والأعراض
– وله كتب في المنطق والفلسفة والبلاغة والنحو.
v المراجع:
– تاريخ اليعقوبي ص45
– عيون الأنباء في طبقات الأطباء ص: 73-85
– أبجد العلوم للقنوجي ج: 3 ص: 114