توحديون حتى قبل الولادة !
يشكل الثاني من أبريل مناسبة للتعريف بمرض يقل الحديث عنه و التعريف به في الأيام الأخرى، فاليوم العالمي للتحسيس بالتوحد هو فرصة للتعريف بهذا الخلل في نمو الأطفـــــال و الذي تظهر أعراضه قبل سن الثالثة و يصيب الذكور أربع مرات أكثر من الإناث.
يقدر عدد المصابين بداء التوحد في العالم بواحد في كل 150 ولادة، و تعرفه المنظمات العالمية كاضطراب عصبي في النمو يصيب وظائف الدماغ وخاصة قدرته على استيعاب المعلومات ومعالجتهــا و هو ما يؤثر سلبــــــــــــا علـــى مهارات التعليـــم السلوكـــــي والاجتماعي و على القدرة على التواصل اللفظي و غير اللفظي.
يؤكد المركز الجامعي لأبحاث و علاج التوحد بالسعودية على أن أسباب التوحد في معظم حالاتها مجهولة المصدر إلا أن بعض المكونات الوراثية و البيئية و المناعية والتحول الغذائي أو سوء الهضم و زيادة نمو الفطريات (الكنديدا) قد تؤثر على تطور المرض، و هو ما أثبتته دراسة حديثة عن أصل التوحد الذي طالما شكل لغزا حير الأطباء و الباحثين.
وفقا لباحثين من جامعة كاليفورنيا سان دييغو ومعهد ألين لعلوم الدماغ في سياتل، و بعد قضاء التسع سنوات الأخيرة في مراقبة المنطقة المسؤولة عن التوحد في الدماغ، خلص الباحثون إلى أن مرض التوحد يعود إلى أيام الحمل بوجود شرخ في قشرة الدماغ، مع تحديد نشاط الجينات غير الطبيعية التي تسبب الاضطراب في التوحد. و هو ما قد يسمح للعلماء بتحسين طرق العلاج و الوقاية من هذا المرض.
أظهرت الدراسة التي تم نشر نتائجها في دورية New England Journal of Medicine، أن المناطق المتضررة أثناء الحمل هي القشرة الصدغية و الأمامية. وقد وجد الباحثون مواطن الخلل بالبحث في 25 من الواسمات الوراثية الموجودة في خلايا الدماغ إضافة إلى الجينات المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بمرض التوحد.
أكد رئيس جامعة كاليفورنيا للتوحد، إريك كورتشيسني و هو أحد المشرفين على الدراسة، على أن الأدلة الدماغية تبين كيف يبدأ التوحد في الثلث الثاني أو الثالث من فترة الحمل، كما أن أنظمة الدماغ التي تتعطل و تفشل في تشكيل الهياكل الصحيحة في هذا الوقت المبكر هي نفسهـــا النظم الضرورية لتعلم التواصـل و اللغات الاجتماعيـة المهام الأكثر تضررا في حالات التوحد.
و سيمكن الاكتشاف الجديد العلماء من بدء الوقاية و علاج التوحد على مستوى جزيئي لم يكن متاحا من قبل.