عندما قرأت عنوان الموضوع “تدوين المعلومات باليد أكثر فعالية من لوحة المفاتيح” قلت لنفسي لماذا لا أدون بقلم وورقة لأبرهن عن مدى صحة هذه المعلومة وذلك بمقارنة هذا الموضوع بمواضيع أخرى.
نتذكر مجموعة من الأشياء عند تدوين المعلومات بقلم الرصاص أو بقلم حبر خلال محاضرة أو مؤتمر عكس تدوينها بهاتف ذكي أو حاسوب أو لوح إلكتروني.
مع مرور السنوات، تحل اللوحات الإكترونية والهواتف الذكية محل القلم والدفتر لتدوين الملاحظات خلال درس أو مؤتمر. في الولايات المتحدة الأمريكية، تخلى 45 إلى 50 إقليم عن التدوين بالقلم وذلك لإشراك الأطفال في العالم الرقمي الجديد.
قد يكون هذا الاختيار سيئا ويمكن أن ينقص من قدرة اليد وارتباطها بالفكر. مؤخرا أظهرت الأبحاث التي أجريت في جامعة برينستون أن الأشخاص الذين يدونون بقلم خلال مؤتمر، يتذكرون جيدا المعلمومات مقارنة مع الأشخاص الذين يأخذون الملاحظات بلوحة المفاتيح.
خلال التجربة الآتية، يستمع المشاركون لمحاظرة صغيرة حول موضوع معين، ثم الإجابة على أسئلة الممتحن الذي يختبر نقاطهم المدونة، حيث يمتحن عدد المعلومات المستخدمة المدونة من طرف المستمعين وعدد المعلومات المخزنة.
بالنسبة لحفظ وتذكر المعلومات المستخدمة، لوحظ تعادل بين القلم ولوحة المفاتيح، في المقابل وبالنسبة لعدد المعلومات المخزنة والمصورة، حصل القلم على نتائج أفضل، حيث تمكن المشاركون الذين دونوا ملاحظتهم بالقلم من استخراج الأفكار الأساسية الهامة مما سمعوه وربط المحتويات للعرض ورسم الخطوة العريضة للموضوع.
من الأسباب الرئيسية لهذه الميزة السرعة الكبيرة للتدوين التي توفرها لوحة المفاتيح، حيث يميل المستمع لكتابة أي شيء حرفيا كما جاء في تصريح المتحدث ودونوا ملاحظاتهم بشكل متساوي، بينما قام المدونون باليد من إنشاء تسلسل هرمي للأفكار والاحتفاظ بالأكثر أهمية، وأنجزوا عمل أكثر تنظيما.
يجب التفكير مليا قبل التضحية باستعمال اليد كأداة تكنولوجية والتي يمكن أن تكون ذات حدين. وقد أثبتت دراسات أخرى بالفعل أن جودة أن النصوص المنتجة من طرف تلاميذ يستخدمون الأقلام أعلى من جودة النصوص التي ينتجها نفس التلاميذ بلوحة المفاتيح. يضاف لهذا القوة المذهلة لليد للحد من مشاكل القراءة، لأن حروف لوحة المفاتيح تتشابه بالنسبة للدماغ، أما الحركات التي تقوم بها اليد لكتابة مختلف الحروف فهي مبرمجة بانماط مختلفة في الدماغ.