عندما يسدل الليل ستاره، يُلاحظ فوق شواطئ بعض البحار موجات تتوهج بضوء أزرق خافت. كما لو أن هناك نقطا صغيرة من النيون تجعل البحر يبدو كأنه مغطى بالنجوم.
هذا المشهد الخارج عن المألوف و الغريب ينتج عن “البلانكتون” الذي يتوهج من أجل إخافة و تشتيت انتباه الأسماك، بالإضافة إلى كائنات مفترسة أخرى. يسميه بعض العلماء “مفعول إنذار السرقة” (effect urglaralarm b). عندما يضيء أكثر، تهجم الكائنات المفترسة على الحيوان الذي يهددها. و تحدث ظاهرة التفسفر (الوميض الفوسفوري) عندما يتم تحريك المتعضيات المجهرية التي توجد في جميع أنحاء العالم، مثلا عندما تطأ قدم أحدهم رملا مبللا أو عندما ترتطم الأمواج بمجداف ما.
مفعول هذه الظاهرة يمكن أن يتغير وفقا للتوقيت و الطقس، وبالتالي لا يمكن توقع رؤية هذه المشاهد المضيئة دائما، ففي المالديف، مثلا، حالف الحظ بعض الزوار لأرخبيل المحيط الهندي في مشاهدة وهج أزرق من حوالي شهر يوليو إلى فبراير، وخصوصا في الظلمة، إذ إن الوهج يصبح أكثر كثافة. و يمكن لهذا التلألؤ الحيوي الحدوث في 26 جزيرة مرجانية.
أما في سان دييغو فهنالك تلألؤ غريب ينتج عن “البلانكتون” النباتي، حيث تعمل مجموعة من الطحالب على تغير لون المياه المجاورة. يرى راكبو الأمواج “مدا أحمر اللون” خلال كل بضع سنوات، عندما يضفي تفتح الطحالب حمرة خفيفة على البحر في النهار، بينما يتوهج البحر في الليل بضوء أزرق. عندما تتكون تركيبة مناسبة لدرجة حرارة المياه و الرياح والظلمة، إضافة إلى عوامل أخرى، ينزلق السباحون و راكبو الأمواج عبر الماء مع وهج يضيء طريقهم. و بالرغم من ذلك يمكن لبعض الطحالب أن تكون مؤذية. لكن النوع الشائع في سان دييغو (polyedrum Lingulodiniun) لا يعتبر ساما.
شاهد هذا الفيديو لكي تتوضح لك الصورة أكثر:
ترجمة: أسماء بن قدور
التدقيق اللغوي: علي توعدي