عرفت الأرض خلال السنين الأخيرة ارتفاعا في درجات الحرارة نتيجة ظاهرة الاحتباس الحراري، و يعتقد العديد من الناس أن هذا الارتفاع سيتسبب في رفع منسوب مياه المحيطات نتيجة ذوبان الجبال الجليدية Iceberg . فما مصدر هذا الاعتقاد؟ و ما مدى صحته؟
في فصل الربيع تبدأ الثلوج التي كانت تغطي قمم الجبال بالانصهار، و ليس الذوبان كما هو شائع، فتمتلئ الأنهار و يرتفع منسوبها، مما جعل الناس يعممون هذه الظاهرة على انصهار الجبال الجليدية .لكن هناك اختلاف بين الثلوج المتواجدة فوق اليابسة أو القارية، و الجليد المتواجد في المحيط المتواجد بالقطب الشمالي و الذي تتناثر منه جبال جليدية .لفهم هذا الاختلاف نقترح التجربتين التاليتين:
التجربة الأولى
بالنسبة للجبل الجليدي يكون جزء صغير منه ظاهرا في السطح، أما غالبية حجمه فمغمور تحت مستوى الماء، و عندما ينصهر فإنه فقط يملأ الحيز الذي كان يشغله الجزء المغمور ، و بالتالي لن يغير انصهاره مستوى الماء.
التجربة الثانية
يتبين من هذه الملاحظات أن انصهار الجبال الجليدية العائمة و الجليد المتواجد في القطب الشمالي لن يغير مستوى المحيطات.
عكس الثلوج القارية كالمتواجدة في قارة انطارتيكا بالقطب الجنوبي و جزيرة غرينلاند والأنهار الجليدية وقمم الجبال، و التي سيساهم انصهارها في رفع مستوى الماء في المحيطات قليلا .
لكن هناك أسباب أخرى تؤثر في مستوى الماء بالمحيطات بشكل اكبر، أهم هذه الأسباب التمدد الحراري: فالماء يتمدد عند ارتفاع درجة حرارته و يزداد حجمه، وتشير التقديرات أن ارتفاع حرارة مياه المحيطات بدرجة واحدة سيرفع مستوى الماء بمتر واحد، مما سيجعل عدة مناطق ساحلية وجزر مرجانية عرضة للغرق.
الكاتب رضوان بوهوش