“الهايبرلوب” وسيلة نقل المستقبل
بعد أشهر عديدة من الأخذ والرد، أخيرا خرج الملياردير الأمريكي “إلون ماسك” ليبدد الشكوك التي كانت تحوم حول مصداقية المشروع المسمى “الهايبلوب” بعد أن كشف يوم 12 غشت الماضي عن أول صورة توضيحية لمشروعه الذي وصف بكونه “وسيلة النقل الحديثة الخامسة” بعد الطائرة والقطار والسيارة والقوارب ذات المحرك.
بعد أن تم التحدث عنها لأول مرة في يوليوز من سنة 2012م، تعتبر وسيلة النقل التحت صوتية “الهايبرلوب” مشروعا ثوريا في مجال التنقل، حيث تبلغ سرعته 1220 كلم/ساعة، فهي أقل سرعة من الطائرة لكنها أكثر أمانا من القطار.
في 12 غشت المنصرم، نشر الملياردير الأمريكي إلون ماسك صاحب شركتي تسلا (للسيارات الكهربائية) وسبيس اكس (الصواريخ) وأحد مؤسسي شركة بايبال وثيقة من 57 صفحة تعتبر حجر أساس لما أسماه “هايبلوب ألفا”؛ المشروع الذي سيرى النور بعد عشر سنوات من الآن.
وجاء في الوثيقة التي أتت نتيجة تظافر جهود فرقتي عمل شركتي تسلا وسبيس أكس: “الهايبلوب هو عبارة عن أنبوب ذو ضغط منخفض توجد بداخله كبسولات تنقل بسرعة منخفضة أو عالية، وهذه الكبسولات تستند على هواء مضغوط للنقص من الاحتكاكات بين الكبسولة و الأنبوب”.
الكبسولات الناقلة للركاب سيتم دفعها بواسطة مجال مغناطيسي مولد بواسطة محركات كهربائية كالتي تستعملها سيارات تسلا، تشتغل بالطاقة الشمسية. المسافرون على متن الهايبلوب سيخالجهم شعور مماثل للشعور الذي ينتاب المسافر على متن الطائرة.
في الواقع، هذا المشروع ليس مجرد أفكار مجنونة كما ادعى البعض، فهذه الوسيلة ستمكن من الاقتصاد في الموارد المادية في الطرق التي تقل مسافتها عن 1500 كلم. ويتطلع صاحب الفكرة، إلون ماسك، إلى الربط بين مدينتي سان فرانسيسكو ولوس أنجلس بخط طوله 600 كلم ستبلغ تكلفته 6 مليار دولار، على أن يتم قطع هذه المسافة في مدة 35 دقيقة. إن هذه التكلفة أقل بعشر مرات من تلك المخصصة للقطار الفائق السرعة الذي وافقت عليه مؤخرا السلطات في ولاية كاليفورنيا.
بالإضافة إلى ذلك، فالهايبرلوب سيكون أقل عرضة للحوادث السككية وموجات الزلازل التي تحدث بكثرة في كاليفورنيا، نظرا لكونه من المستبعد أن يخرج عن سكته.
يبقى هناك عاملان يحولان دون تطوير المشروع؛ الأول هو أن الملياردير الأمريكي إلون ماسك لا يدرج هذا المشروع في قائمة مشاريعه المهمة لكثرة انشغالاته -على حد تعبيره-، والثاني هو صعوبة إقناع المستثمرين الأمريكيين لتمويل هذا النوع من المشاريع في حالة ما قررت السلطات الحكومية الانسحاب من تمويل المشروع.
المصادر:
تحرير: ياسين أملو
التدقيق اللغوي : عبد الهادي اطويل