أظهرت دراسة لجامعة كيمبردج شملت الأبحاث العلمية السابقة، أن النساء أكثر عرضة للقلق مرتين من الرجال، و أن الأشخاص من أوربا الغربية وأمريكا الشمالية هم أكثر عرضة للقلق من غيرهم من باقي الثقافات.
حقوق الصورة: Flavia
تبين الدراسة التي نشرت في دورية “الدماغ والسلوك” كيف أن القلق يكون مضاعفا ويزيد العبء عند الناس اللذين يعانون من مشاكل صحية أخرى كأمراض القلب، والسرطان وحتى الحمل.
تعد اضطرابات القلق التي تتجلى في القلق المفرط، والخوف وتجنب مواقف موترة بما في ذلك التجمعات الاجتماعية، من المشاكل الصحية الأكثر شيوعا في العالم الغربي. وتقدر تكلفة الاضطرابات في الولايات المتحدة أكثر من 42 مليون دولار. أما في الاتحاد الأوربي، فأكثر من 60 مليون شخص تضرروا من اضطرابات القلق خلال سنة.
كانت هناك العديد من الدراسات التي بحثت في عدد من المتضررين من اضطرابات القلق والمجموعات الأكثر تعرضا لها، وفي محاولة لتوليف مختلف الدراسات، مول المعهد الوطني للبحوث الصحية باحثين من معهد الصحة العامة بجامعة كيمبريدج لإنجاز مراجعة شاملة للمراجعات المنهجية. ومن بين أكثر من 1200 مراجعة، حدد الباحثون 48 التي تطابق معايير لإدراجها.
النساء أكثر عرضة مرتين للإصابة بها من الرجال، والشباب (الذكور والإناث) تحت سن 35 يصابون بشكل غير متناسب. وجد الباحثون أيضا أن الأشخاص اللذين يعانون من ظروف صحية أخرى غالبا ما يكونون أكثر احتمالا للتعرض أيضا لاضطرابات القلق. وعلى سبيل المثال، حوالي واحد من كل عشرة بالغين ( 10.9 ٪ ) اللذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية ويعيشون في الدول الغربية يصابون باضطراب القلق العام، مع نسبة مرتفعة عند النساء. الأشخاص الذين يعيشون مع مرض التصلب المتعدد هم الأكثر تضررا ما يصل إلى واحد من ثلاثة مرضى (32 ٪ ) لديهم أيضا اضطرابات القلق. وحسب أوليفيا ريميس من قسم الصحة العامة والرعاية الصحية الأولية في جامعة كيمبريدج فإن اضطرابات القلق تجعل الحياة صعبة للغاية بالنسبة لبعض الناس ، وإنه من المهم للخدمات الصحية أن تتفهم مدى شيوعها والمجموعات الأكثر تعرضا لخطر الإصابة بها.
عثر على مشكلة عند النساء الحوامل في الفترة بعد الولادة مباشرة اسمها الوسواس القهري (OCD) وهو اضطراب قلق يتميز بالهواجس والأفعال القهرية. بصفة عامة، واحد فقط من مائة شخص تضرروا من الوسواس القهري، ولكن نسبة المصابين بهذا الاضطراب أكثر بمرتين عند النساء الحوامل وأكثر قليلا عند النساء بعد الولادة.
وتوضح الدكتورة لويز لافورتين، باحثة في معهد كيمبردج للصحة العامة، أن اضطرابات القلق تؤثر على الكثير من الناس، ويمكن أن تؤدي إلى الضعف، والعجز، وخطر الانتحار. وعلى الرغم من أن العديد من المجموعات قد درست هذا الموضوع الهام، إلا أنه تبقى هناك ثغرات كبيرة في مجال البحوث. وتضيف الأستاذة كارول براين، مديرة معهد كامبردج للصحة العامة: “حتى مع وجود عدد كبير معقول من دراسات اضطرابات القلق، فمن الصعب العثور على بيانات عن الفئات المهمشة، والتي من المحتمل أن تكون الفئة الأكثر إصابة من عموم السكان. ونأمل من خلال تحديد هذه الثغرات، أن تكون البحوث في المستقبل موجهة نحو هذه المجموعات وأن تشمل فهما أكبر لهذه الأدلة للمساعدة في الحد من أعباء الأفراد والسكان”.
المصدر: جامعة كيمبريدج