يعد الموز من أشهر الفواكه في العالم، لكن قد يصبح نادرا على المدى القريب بسبب اجتياح الفطريات لمحاصيله في كل البلدان التي تنمو فيها هذه الفاكهة.
قام مجموعة من الباحثين في جامعة واشنطن، بتتبع الفطريات التي اجتاحت المحاصيل في جنوب شرق آسيا، لعشرات السنين، وتوصلوا إلى أن هذه الفطريات عبرت القارات وواصلت تهديدها لمحاصيل الموز في العالم بأكمله. وأوضحت نتائج أبحاثهم المنشورة في دورية المكتبة العامة لعلم مسببات الأمراض أن هذه الفطريات تستمر في الانتشار في العالم، وأن وصولها إلى المزارع الكبرى للموز في أمريكا اللاتينية، يهدد هذه الفاكهة بالانقراض.
عندما وصلت سلالة الفطر القاتل للموز “Tropical Race4” إلى جنوب آسيا واستراليا والفلبين والأردن والمزنبيق وباكستان والشرق الأوسط بالإضافة إلى إفريقيا سنة 2013، تسببت في دمار محاصيل هائلة من الموز. ويرجع السبب الرئيس لموت هذه المحاصيل إلى الانتشار السريع للفطريات وغياب علاج فعال لها، ويعد نوع الموز المعروف باسم Cavendish الأكثر عرضة للإصابة بها.
ينتشر الفطر المسبب لهذا المرض القاتل للموز عبر التربة والماء الذي يتسرب عبر جذور النبتة مما يؤدي إلى موت نبتة الموز والنباتات التي تنمو في التربة المجاورة لها.
في الستينات من القرن الماضي تسبب مرض يسمى بناما في انقراض نوع آخر من الموز يسمى Gros Michel وهو موجود بكوستاريكا وبناما.
تطلب الأمر من الباحثين عشرين عاما من العمل ليتمكنوا من تحديد نوع الفطر الذي تسبب في دمار هذه المحاصيل بشكل دقيق، ويسمى Fusarium oxysporum f.sp.cubense. بمجرد أن يجد هذا الفطر عائلا يناسبه يكتسح جذور النبتة مما يؤدي إلى موتها، ويستمر في العيش داخل التربة إلى حدود 30 سنة حتى بعد القضاء على المزروعات. بعد أن دمر هذا الفطر أغلب محاصيل الموز Gros Michel مخلفا وراءه القليل من محاصيل نفس النوع والتي أصبحت مهددة بالانقراض في التايلند، قرر المزارعون زراعة نوع آخر من الموز يدعى Cavendish، غير أن هذا الأخير لم يسلم أيضا من نوع جديد من فطريات مستنسخة عن مرض بناما والتي تسببت في القضاء على محاصيله. رغم علم الفلاحين بالمرض الذي يتربص بمزروعاتهم إلا انه لم يأكدوا ذلك إلا بعد أن تمكن الباحثون من تحديد نوع هذا الفطر القاتل. يقول الباحثون أن التغييرات الإستراتيجية في الطريقة التقليدية المتبعة في الزراعة، ضرورية لحماية المحاصيل الحالية والقضاء على المحاصيل المصابة بالوباء، ومنع هذا الأخير من الانتشار باستعمال طرق الحجر الصحي. بالإضافة إلى أنه بحلول Cavendish مكان Gros Michel، سيصبح العالم بحاجة إلى نوع جديد من فاكهة الموز إذا ما دمرت الفطريات المحاصيل الحالية كما هو متوقع.
استنتج الباحثون أن تطوير أصناف جديدة من الموز يحتاج إلى استثمارات هائلة في مجال الأبحاث والتنمية، والتعريف بالموز فاكهة لا يمكن الاستغناء عنها عالميا، والقيام بتمويل المحاصيل التي يعيش عليها المزارعون الصغار.
المصدر: ميديكال ديلي