المغرب العلمي

الليزر

إن محيطنا اليوم لا يكاد يخلو من أجهزة تحمل في ثناياها مضخم الضوء بالإشعاع المحفز أو اختصارا كلمة ”ليزر”. فهي منابع للضوء، بادي الرأي، ليس إلا. لكن كيف لمنابع ضوء عادية أن تقتحم مجال صناعة النسيج والصناعات المعدنية، لتستعمل في قطع طبقات سميكة وبدقة عالية؟ دعونا نكتشف  إذاَ نبذة تاريخية عن الليزر ومبدأ اشتغاله، لنجرد في موضوع لاحق أبرز تطبيقاته.

إعداد: علي ابن بوبكر/ التدقيق اللغوي: رشيد لعناني

            كغيره من الابتكارات، الليزر حصيلة مجموعة من المجهودات منحت غالبيتها أصحابها جوائز “نوبل”. لنقم بداية بجولة صغيرة حول أهم المجريات التاريخية لليزر.

مبدأ اشتغال الليزر :

            عندما تمتص ذرة فوتونا فإن أحد إلكتروناتها ينتقل إلى مستوى طاقي أعلى فتصبح الذرة بذلك “مثارةً”، ولأنها تبحث عن الاستقرار، تعود هذه الذرة إلى حالتها الأصلية (أي يعود الإلكترون إلى مداره الطبيعي حول النواة) فتبعث حينئذ فوتوناً جديداً.

فإذا كان الفوتون الأول يحمل طاقة كافية لنقل الإلكترون بين المستويين الطاقيين (والتي تعادل فرق طاقتي المستويين)، فإن الفوتون المنبعث من الذرة بدوره يحمل نفس الكمية من الطاقة (حيث تخسر الذرة عندها فرق الطاقة بين المستويين أيضاً). علاوة على ذلك، فإن الذرة تبعث الفوتون الجديد في نفس اتجاه الأول وبتوافق معه في الطور استناداً إلى تقنية “المرنان” التي قُدمت من قبل “بيرو وفابري Perot & Fabry” حيث يتم فرض شروط معينة على موجة منتقلة بين مرآتين تمكِّن من مطابقة الشعاع وطرفه الوارد فيصبحان موجة واحدة بوسع أكبر (مجموع الوسعين). فنحصل في نهاية المطاف على فوتونين منطبقين تماماً.

وبتكرار العملية بين نظام المرآتين نحصل على حزمة من الفوتونات بنفس المميزات، كثيفة كفايةً لاجتياز المرآة النصف شفافة. ومن ثم انبعاث الضوء من الليزر.  [ فيديو ]

مميزات ضوء الليزر: 

موجات قابلة للتراكب زمانيا ومكانيا (لقطع مسافات أطول مع الحفاظ على المميزات)

 ضوء منتشر في اتجاه محدد (أشعة متوازية بدقة عالية)

 

  

ضوء أحادي اللون(نفس طول الموجة)

أنواع الليزر :

          يمكن أيضا تصنيف أنواع الليزر حسب درجة خطورتها، ونميز هنا بين الأقسام 1, 1M, 2, 2M, 3A, 3B, 4 مرتبة من الأخطر (4) ويستعمل في الصناعات الثقيلة، إلى الأقل خطورة (1) الساري الاستعمال في قارئ الأقراص المدمجة وغيرها من الأجهزة.

ميكانيك الكم [1]: هي مجموعة من النظريات الفزيائية ظهرت في القرن العشرين، تفسر الظواهر الذرية وما دون الذرية.وتشمل أيضا الميكانيكا الكلاسيكية. ويصطلح ‘كم’ على أصغر كمية من الطاقة يمكن تبادلها بين الجسيمات. يعتمد هذا الفرع من الفيزياء بشكل جوهري ازدواجية المادة والطاقة (أو الكتلة والطاقة)، وكون هذه الأخيرة تنبعث بشكل منقطع من الجسيمات لا بشكل مستمر كما ساد في الميكانيكا الكلاسيكية.

الفوتون[2]: الجسيم الأولي الحامل للقوة الكهرومغناطيسية في كل أشكال الإشعاع المغناطيسي، يتميز باختزانه لكم من الطاقة وانعدام كتلته الساكنة. تطور علي يد ألبرت أينشتاين ليزيح التصور التقليدي للإشعاعات الضوئية ويتماشى مع معطيات الفيزياء الكمية.

المستويات الطاقية [3]: في نموذج الفيزياء الكمية تتوزع طاقة الذرة في مستويات (مدارات) تشغلها الإلكترونات، تبعد عن النواة بمسافات مختلفة، مما يحدث تبايناً في قوى التأثير البيني بين النواة والإلكترون.

 

LASER: Light Amplification by Stimulated Emission of Radiation تضخيم الضوء بالإشعاع المحفَّز

MASER: Microwaves Amplification by Stimulated Emission of Radiation

 

المصادر: 1  2