المغرب العلمي

الكرنب وسرطان المبيض

سرطان المبيض هو ثاني سرطان يصيب النساء الأمريكيات. حيث توجد أكثر من 22500 حالة سنويا في الولايات المتحدة وحدها، ومعظم الحالات، للأسف، لا تُشخص في وقت مبكر لتُعالج بشكل فعال. وغياب الفحوص الفعالة يساهم في الارتفاع المستمر لحالات سرطان المبيض، وارتفاع معدل الوفيات. [1]

الكرنب غني بمادة تسمى di-indolyl-methane أو DIM. توجد هذه المادة في معظم خضروات الجنس Brassica، وقد وجد العلماء أنها قادرة على منع نمو الأورام ونموها في حالات سرطان المبيض. [2]

STAT3 هو أحد العوامل الرئيسة التي تساهم في تطور سرطان المبيض،  ويسمح للخلايا السرطانية أن تتكاثر وتنتقل إلى جميع أنحاء الجسم، وكذلك جعل الخلايا السرطانية مقاومة لعقار cisplatin الكيميائي. وقد وجدت دراسات سابقة أن النشاط الفائق لـ STAT3 الموجود في معظم حالات سرطان المبيض هو السبب الذى أدى لإجراء الكثير من الأبحاث لمعرفة كيفية وقف تفعيل STAT3 في الجسم. [3]

في نفس الدراسة عام 2012، تبين أن DIM يحمى الخلايا بقوة بنشاط الخلايا من تنشيط STAT3 ويعمل على موت الخلايا السرطانية (apoptosis). جُرب العلاج باستخدام DIM على الفئران المصابة بسرطان المبيض. مقارنة مع مجموعة فئران تتعاطى عقار سيسبلاتين فقط، ومجموعة تتعاطى DIM فقط ومجموعة ثالثة تتعاطى كل من  عقار سيسبلاتين و DIM .أظهرت النتائج أن DIM  كان قادراً على إحداث تأخير كبير في نمو الأورام. كما كشفت نفس الدراسة على الحد الأدنى للآثار السامة من DIM على الخلايا البشرية، مشيرة إلى احتمال قوي أن هذا قد لا يساهم فقط في الحد من المخاطر ولكنه يسفر عن العلاج المستقبلي المحتمل لسرطان المبيض في النساء. [4] [5]

الانتقائية

وقد تبين فى دراسة أخرى أن DIM له خصائص العلاج الكيميائي وغير مسمم للخلايا الطبيعية في الآن نفسه[4] وتشير هذه الانتقائية المذهلة إلى إمكانات كبيرة لاستخدام DIM في علاج سرطان المبيض بالمقارنة مع معظم أدوية العلاج الكيميائي – لأن الأدوية (مثل التاكسين) المستخدمة لعلاج سرطان المبيض لها سمية وآثار جانبية خطيرة. [6]

التجارب السريرية

أظهرت التجربة السريرية لاستخدام DIM، أن 50٪ من مرضى سرطان عنق الرحم أظهروا تحسناً خلال 6 أشهر، وأن 85٪ من المريضات لا يتطلبن إجراء جراحة استئصال loop electrosurgical  excision نتيجة لتحسن أحوالهن. كما يجري أيضاً تقييم DIM في التجارب السريرية لعلاج سرطان البروستاتا.

وجود علاقة عكسية بين الإصابة بالسرطان وتناول الخضراوات أمر معروف. ولكن هذه النتائج العلمية الهامة تمثل خطوة ملموسة إلى الأمام في المعركة ضد السرطان. تناول المزيد من الملفوف (والخضروات من نفس الجنس) في وجبات الطعام اليومية قد يكون له القدرة على تقليل خطر الإصابة بسرطان المبيض أو حتى مكافحة السرطان. أكل الخضروات نيئة وتعريضها للبخار هو أفضل وسيلة للحفاظ على المحتوى الغذائي من العناصر.

 المراجع: [1] [2] [3] [4] [5] [6]

الصورة: Wikipedia