الجزء1 : من هنا
يتقدم إنتاج الطاقة الشمسية بمعدل سريع وكذا تقنيات تسخير قوة الرياح والكتلة الحيوية والحرارية والمد والجزر وطاقة النفايات ، فمشاريع البحوث في جميع أنحاء العالم تعمل على تحسين كفاءتها وفعاليتها. طاقة الرياح، على سبيل المثال، شهدت انخفاضا حادا في الأسعار، أسعارها الآن تنافسية مع تكلفة محطات الكهرباء العاملة بالفحم في الولايات المتحدة. وعليه، من دون شك، سيكون هناك تنافس كبير للظفر بحصة من أموال الطاقة الشمسية كما سيكون هناك اختراق في العديد من التقنيات المختلفة، وهذا سيسرع التقدم الشامل.
وعلى الرغم من شكوك الخبراء وانتقادات من قبل الرافضين، ليس هناك شك في أننا نتجه إلى عصر الطاقة النظيفة غير المحدودة والمجانية تقريبا. وهذا له آثار عميقة.
أولا، سوف يكون هناك اضطراب في صناعة الوقود الأحفوري كلها، بدءا من شركات المرافق العامة – التي ستواجه تراجع الطلب ومن ثم الإفلاس. أما الذكية فتستثمر في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. بينما تضغط الأخرى لوقف تقدم الطاقة الشمسية بأي ثمن. والدليل هو كيف قامت بعض المجموعات في أوكلاهوما بإقناع المشرعين على الموافقة على رسوم إضافية على منشآت الطاقة الشمسية. الانتصار المحدود الذي حققته بعض الجماعات المدعومة من قبل الإخوة كوتش في ولاية أريزونا هو فرض 5 $ في الشهر كضريبة.
إن التقدم لا يقتصر على الولايات المتحدة. دول مثل ألمانيا والصين واليابان تقود الحملة في اعتماد الطاقات النظيفة. منشآت الطاقة الشمسية لا تزال تعتمد مصادر طاقة أخرى لتوفير الطاقة عندما تكون الشمس محتجبة، لكن تقنيات بطاريات التخزين ستساهم خلال العقدين القادمين في تحسين الكثير على مستوى المنازل حيث لن تعتمد على شركات المرافق العامة. حينها سننتقل من مناقشة فاعلية الطاقة النظيفة إلى مناقشة جدوى وجود شركات المرافق العامة.
البيئة ستستفيد بالتأكيد من القضاء على الوقود الأحفوري، والذي سوف يعزز أيضا معظم قطاعات الاقتصاد. السيارات الكهربائية ستصبح أرخص من تلك التي تحرق الوقود الأحفوري، على سبيل المثال. وسوف نكون قادرين على خلق مياه نظيفة غير محدودة – من غلي مياه المحيطات وتكثيفها. وبالطاقة الرخيصة، يمكن للمزارعين زرع الفواكه والخضراوات المائية في مزارع عمودية تقع بالقرب من المستهلكين. تخيل ناطحات سحاب في المدن تنتج الطعام في مباني زجاجية دون الحاجة إلى استخدام المبيدات الحشرية، وتعيد تدوير المواد الغذائية والمواد اللازمة لضمان عدم وجود تأثير بيئي. ستكون لدينا الطاقة اللازمة لطباعة سلعنا اليومية ثلاثيا، ولتدفئة منازلنا.
نحن مقبلون بالتأكيد على عصر الوفرة الذي كتب عنه بيتر ديامانديس – العصر الذي يلبي الاحتياجات الأساسية للإنسانية من خلال التقنيات المتقدمة. لجعل العالم مكانا أفضل.
المصدر: واشنطن وبست