أظهر باحثون كيف أن للصيام بالإضافة إلى عقاقير كابحة للسرطان، القدرة على تجويع خلايا سرطان القولون، وسرطان الثدي والرئة.
أظهرت دراسات سابقة أن الصيام المرفق بالعلاج الكيماوي يؤدي إلى قتل الخلايا السرطانية، ولكن دراستين جديدتين أجريتا على الفئران؛ تقترحان استعمال عقاقير أقل سمية بالإضافة إلى الصيام يمكن أن تقضي على سرطان الثدي والقولون وخلايا سرطان الرئة.
ويقر فالتر لونغو المؤلف الرئيسي للدراسة، أنه إذا أتبثت هذه التوليفة نجاحها عند البشر فإنها يمكن أن تعوض العلاج الكيميائي، وهذا ما سيجعل الصوم وسيلة أساسية لعلاج طويل الأمد ضد السرطان. وتجرى حاليا تجارب سريرية في كل من الولايات المتحدة وأوروبا لدراسة فعالية وسلامة استراتيجية لونغو في صيام دوري أثناء علاج السرطان.
تعتمد الخلايا السرطانية بشكل كبير على سكر الغليكوز للحصول على الطاقة، فهي تحلل كميات كبيرة منه خلافا للخلايا العادية، وذلك لتغدية نموها السريع، وتسمى هذه الظاهرة بتأثير واربورغ، وسميت على اسم الطبيب الألماني الذي وصفها لأول مرة قبل مئة سنة، وعلى هذا النحو فإن الخلايا السرطانية أكثر عرضة لأي انقطاع في الامدادات الطاقية، وفي غياب الغليكوز، تعتمد الخلايا السرطانية على احتياطي الطوارئ، باستخدام نوع من الأنزيمات يسمى كيناز من أجل مواصلة الأنشطة ذات الصلة بنموها.
اكتشف لونغو وفريقه أن هذا التحول الإستقلابي للخلايا السرطانية يسبب لها توليد نوع من الجذور الحرة السامة التي تقتلهم في النهاية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن مسار “كيناز” لتوليد الطاقة يمكن أن يتم حظره من قبل مثبطات الكيناز، مما يخنق قدرة الخلايا السرطانية على توليد الطاقة. وقد تمت الموافقة على مثبطات الكيناز بالفعل من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية كعلاج للسرطان، وفتح الباب أمام استخدامها والصيام معا للقضاء على السرطان، وإذا ثبت عمل هذه التقنية على البشر، فهذا المزج يمكن أن يعوض العلاج الكيماوي، ويجعل من الصيام عنصرا قويا في استراتيجية علاج السرطان، وفقا لكبير معدِّي الدراسة فالتر لونغو من جامعة جنوب كاليفورنيا.
المصدر: eurikalerte