الرضاعة الطبيعية تدعم تطور دماغ الأطفال
أكدت دراسة حديثة لباحثين بجامعة براون على ارتباط نمو أدمغة الأطفال بالمدة التي استفادوا فيها من الرضاعة الطبيعية.
استخدمت الدراسة نوعا خاصا من التصوير بالرنين المغناطيسي لدراسة تطور الدماغ لدى عينة من الأطفال لا تتعدى أعمارهم 4 سنوات، حيث اكتشف الباحثون أنه في سن الثانية يزيد مستوى تطور مناطق المفاتيح الدلالية بأدمغة الأطفال الذين تم إرضاعهم طبيعيا لثلاثة أشهر على الأقل، مقارنة بأولئك الذين تم إعطاؤهم الحليب الصناعي وحده، أو تم استعماله بموازاة مع حليب الأم.
وكانت مناطق الدماغ المرتبطة باللغة والوظائف الحسية والإدراك هي الأكثر تأثرا بهذا النمو.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة ليست الأولى التي تقول بأن الرضاعة الطبيعية تساعد على تطور دماغ الأطفال، فقد ربطت دراسات عملية سابقة بين الرضاعة
الطبيعية ونتائج الإدراك في المراهقة المتقدمة وعند الكبار. إلا أن هذه هي أول دراسة تبحث في تباين تطور أدمغة رضع بصحة جيدة وعلاقته بالرضاعة الطبيعية.
نتائج هذا البحث نشرت بمجلة Neurolmage واستخدمت تقنيات متقدمة في التصوير، حيث استعمل فريق العمل آلات التصوير بالرنين المغناطيسي لمتابعة تصوير أدمغة الأطفال وهم نائمون. وأتاحت هذه الطريقة تكوين نظرة شاملة عن البنية المجهرية للمادة البيضاء بالدماغ، وهي النسيج الذي يحتوي على ألياف عصبية طويلة ويساعد مختلف مناطق الدماغ على التواصل فيما بينها.
إضافة إلى ذلك، وطبقاً لبحث حديث نشر في دورية “طب أمراض النساء والولادة”، فإن التزام الأم بإعطاء طفلها رضاعة طبيعية يمَكن -نظريا- من تفادي 5 آلاف حالة إصابة بسرطان الثدي، وقرابة 54 ألف إصابة بارتفاع ضغط الدم، ونحو 14 ألف إصابة بالنوبة القلبية سنويا بأمريكا.
الدراسة قادتهاد. مليسا بارتيك الباحثة بهارفرد، ودرست نموذج نحو 2 مليون أمريكية من سن المراهقة وحتى بلوغ العقد السابع، وقدرت النتائج والتكلفة التراكمية طيلة تلك الفترة.
أما في المغرب فتعرف الرضاعة الطبيعية تراجعا مقلقا، حيث انخفضت من 51٪ في عام 1992م إلى 27.8٪ فقط في عام 2011م (وفقا لإحصاءات المسح الوطني للسكان والصحة الأسرية). وبالمثل، فإن 26.8٪ فقط من النساء يمارسن الرضاعة الطبيعية خلال النصف ساعة الأولى من الولادة. وهو ما دفع وزارة الصحة إلى القيام بحملات توعية للأمهات حول أهمية الرضاعة الطبيعية في غضون النصف ساعة الأولى من الولادة، حتى يستفيد الطفل وتستفيد الأم.
الصورة: 4