هذا ما ذكره تقرير صدر يوم الخميس الماضي (5 شتنبر) في نشرة الجمعية الأمريكية للأرصاد الجوية ( Bulletin of the American Meteorological Society).
وأنجز التقرير من طرف باحثين من الادارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (National Oceanic and Atmospheric Administration) من خلال تحليل نتائج عشرين دراسة علمية حول الكوارث الجوية التي عرفتها سنة 2012 وذلك من أجل تحليل التأثير النسبي لتغير المناخ الذي يسببه الانسان.
يذكر ان السنة الماضية شهدت طقسا متطرفا: موجات جفاف وحرارة في الولايات المتحدة الأمريكية، أمطار قياسية في المملكة المتحدة، أمطار غزيرة غير اعتيادية في كل من كينيا والصومال واليابان وأستراليا، جفاف في اسبانيا، فيضانات في الصين دون أن ننسى إعصار “ساندي” طبعا.
أمام هذه الأحداث لا يمكن تفادي طرح السؤال: هل السبب هو التغير المناخي ؟ سؤال حاول فريق البحث المذكور الاجابة عنه من خلال تحديد مساهمة التغير المناخي الذي أحدثته أنشطة الانسان، وتلك الناتجة عن التغيرات الطبيعية للمناخ. وكمثال على الدور الذي يلعبه التغير المناخي يذكر التقرير أن الفيضانات التي عرفتها أستراليا صيف العام الماضي ناتجة بالخصوص عن ظاهرة النينيا (La Niña)، لكن ليست وحدها بحيث أن درجة حرارة المياه السطحية للمحيط شمال أستراليا بسبب الإحتباس الحراري قد تكون لعبت دورا، رافعة بذلك فرص هطول أمطار أكثر من المعدل بحوالي 5% في المستقبل. أما “ساندي” ورغم أنها لم تكن أقوى عاصفة تضرب السواحل الشرقية للولايات المتحدة إلا أن تأثيرها الحقيقي نتج عن التيار القوي، والفيضانات التي صاحبتها نتيجة تزامنها مع فترة المد في مدينة نيويورك، ويخلص التقرير إلى أن الارتفاع المتوقع في مستوى المياه في المحيطات سيفاقم غمر المياه للسواحل مما يجعل أحداثا مثل “ساندي” أكثر حدوثا في المستقبل حتى لو كانت العاصفة نفسها أقل قوة.
المصدر (التقرير) : 1