ساعد التصنيع والتطور التكنولوجي منذ الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر البشر للتغلب على العديد من العقبات وتسهيل وتبسيط وتحديث الحياة اليومية. ولكن الطبيعة والبيئة كانتا الأكثر تأثرا بهذه التغيرات العميقة التي تسببت في تدميرها و اختلال توازنها بشكل رهيب، فظهرت العديد من المبادرات العالمية للحفاظ على النظام البيئي أو للحفاظ على ما تبقى منه على الأقل.
البلاستيك الحيوي هو واحد من هذه المبادرات. بل هو مادة حيوية بكل ما في الكلمة من معنى، لأن مصدره مواد نباتية خالصة موجهة في الأصل للاستهلاك الآدمي. هذا و ليست فقط مواده الخام هي مورد متجدد، على عكس النفط الذي تقل احتياطاته العالمية يوما بعد يوم، لكن إنتاجها يبدد طاقة أقل من تلك المنفقة على إنتاج البلاستيك التقليدي. ولذلك فإن هذا البلاستيك يمكنه التخفيف من التلوث على المدى الطويل، فضلا عن تقليل اعتماد الإنسان على الوقود الأحفوري.
وداعاً للنفط…مرحى بالزراعة
بالإضافة إلى ما سبق، فإن كيسا من البلاستيك الحالي (الذي يفيدنا لاستخدامات متوسط مدتها 20 دقيقة بين لحظة دفع المشتريات ولحظة الوصول للمنزل وترتيب هاته منتجاتها في الثلاجة) يستغرق حوالي 450 عاما ليتحلل ويختفي تماما، بيد أن المادة الجديدة البيولوجية الصِّرْفَة قابلة للتحلل في غضون 6 أشهر كحد أقصى، ويحدث ذلك بشكل طبيعي تماما. لذلك فهذا النوع المطور من البلاستيك بديل مفيد جدا في المخططات العالمية للمحافظة على النظام الإيكولوجي. تحتوي كل المواد المصنعة من هذا البلاستيك على تسميات محددة تشير إلى أن مواد مصادرها حيوية وطبيعية، مثل وسم « OK Compost » ذو الإحالة على القانون الأوروبي EN 13432 “متطلبات التعبئة والتغليف القابلة للتثمين من خلال التسميد والتحلل البيولوجي”
العديد من المواد الغذائية الموجهة للاستهلاك يمكن أن تتحول إلى منتجات بلاستيكية، مثل الذرة والبطاطس والقمح وقصب السكر. ومع ذلك، فإن هناك مشاكل أخرى تثير نفسها وتشكل عقبات في طريق هذا الحل المبتكر، ومن هذه العقبات المنافسة مع الإنتاج الزراعي الموجه للتغذية، واستهلاك المياه، وانبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناتجة عن هاته المحاصيل.
الصورة: Wikipedia