عندما نكون في حالة فخر أو سعادة أو حزن، نشعر بأحاسيس خاصة في أماكن مختلفة من جسمنا. وبالرغم من إدراكنا جميعا للارتباك الذي تحدثه هذه الحقيقة يوما ما (الألم في الصدر الناتج عن القلق؛ احمرار الوجه والخدين عند الشعور بالخجل)، إلا أننا لا ندرك بالضرورة أن المناطق المنشطة في الجسم بواسطة أحاسيسنا يمكن أن تتتغير حسب طبيعة الإحساس.
لذلك قام علماء فنلنديون بوضع خريطة للمناطق الجسدية المرتبطة بكل إحساس على حدة (الفرح؛ الحزن؛ الغضب)، حيث تبين إلى أي حد يقوم كل إحساس بتفعيل شبكة محددة من المناطق في الجسم تتميز وتختلف وفق الأحاسيس التي يشعر بها الفرد. هذا العمل تم نشره في 31 ديسمبر 2013م في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS).
ولأجل وضع هذه الخريطة، استعان الباحثون بعينة من 700 متطوع من ثلاث جنسيات مختلفة، حيث طلبوا من المشاركين مشاهدة مقاطع فيديو مرتبطة بأحاسيس مختلفة، مع تتبع ما يقع من تغيرات حسية لديهم طيلة مدة الاختبارات. وكانت النتائج على الشكل التالي:
الغضب ينشط بشكل رئيسي الصدر، والمنطقة السفلى من الوجه والذراعين، وبصفة خاصة اليدين، في حين ينشط الاشمئزاز بطريقة خاصة المنطقة المحيطة بالفم والحلق، أما السعادة فهي على الأرجح الإحساس الأكثر تحفيزا لجسمنا، حيث تؤكد الدراسة أن السعادة تولد استجابة في جميع أنحاء الجسم وخصوصا بالوجه والصدر.
وتبعا لذلك، فقد حددت هذه الخريطة الجسدية المناطق التي يزداد بها النشاط الحسي، وأيضا تضع قائمة بالمناطق التي تعتبر مقر تراجع هذا النشاط، مما سيسمح بفهم أدق لأشكال معينة للأحاسيس، أهمها الإحباط وتأثيراته الجانبية على أطراف الجسم.
المراجع :