الأمراض الأكثر قتلا للإنسان عبر التاريخ (الجزء الأول)
ما هي الأمراض الأكثر قتلا للإنسان في التاريخ؟
من الصعب تخيل ذلك مع الطب الحديث، ولكن على مر التاريخ كانت هناك فترات يمكن فيها لمرض واحد أن يهلك مجتمعات بأكملها في بضعة أشهر، بعضها قتلت البشر أكثر من الحروب.
حاليا معظم الأسباب الشائعة المؤدية للوفاة هي أمراض القلب الإقفاري والأمراض الدماغية الوعائية، وتؤدي إلى وفاة 7.25 و6.15 مليون شخص سنويا. على الرغم من أن المرضى قد يكون لديهم استعداد وراثي لكي يكونوا مصابين بهذه الأمراض، لكن فإنهم في معظم الحالات من الأمراض المرتبطة بالعادات السيئة والنظام المعيشي، سواء في تناول الطعام أو ممارسة الرياضة.
ومع ذلك، عبر التاريخ كانت هناك فيروسات وطفيليات تسببت في بعض من أسوأ الأوبئة التي عرفتها البشرية، هنا في هذه المقالة سنرى أبرز هذه الأمراض الأكثر فتكا بالبشرية عبر التاريخ.
الكوليرا – 40 مليون وفاة
الكوليرا مرض معوي حاد ومعدٍ، وفي أشد أشكاله يسبب إسهالاً مائياً شديداً يؤدي سريعًا إلى جفاف الجسم.
أوبئة الكوليرا موجودة منذ حوالي 200 عام، وما زالت تؤثر حتى الآن على ملايين الأشخاص.
- وقع أول وباء كوليرا في منطقة البنغال بالهند، بالقرب من كالكوتا، بين عامي 1817 و 1824.
- استمر الوباء الثاني من عام 1826 إلى عام 1837، وبسبب التجارة العالمية وزيادة الهجرة البشرية، وصل الوباء إلى أمريكا الشمالية وأوروبا.
- نشأ الوباء الثالث في عام 1846، استمر حتى عام 1860. وانتشر في جميع أنحاء شمال أفريقيا ووصل إلى أمريكا الجنوبية.
- استمر الوباء الرابع من عام 1863 إلى عام 1875 وامتد من الهند إلى إسبانيا.
- وقع الوباء الخامس بين عامي 1881 و1896 وبدأ في الهند، على الرغم من انتشاره في جميع أنحاء أوروبا وآسيا وأمريكا الجنوبية.
- وقع الوباء السادس بين عامي 1899 و1923 وكان في الهند.
- نشأ الوباء السابع في عام 1961 في إندونيسيا وتميز بظهور سلالة جديدة، تُعرف باسم الطور “El Tor”، والتي لا تزال قائمة في البلدان النامية.
تشير التقديرات إلى أن الأوبئة الثلاثة الأولى قتلت حوالي 15 مليون شخص. وتوفي 23 مليون آخرين في الأوبئة الثلاثة الأخرى. وأكثر البلدان تضررا هي الهند والصين وروسيا.
حاليًا، تحدث 1.3 إلى 4.0 مليون حالة إصابة بالكوليرا كل عام، مما يسبب في مقتل ما بين 21000 و143000 شخص في جميع أنحاء العالم.
فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) – 40 مليون وفاة
الإيدز مرض يسبب فشل الجهاز المناعي، يسببه فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
تم الاعتراف به كمرض في أوائل الثمانينيات، ومنذ ذلك الحين أصبح وباء عالميًا يصيب ملايين البشر حول العالم.
ووفقًا للبيانات التي جمعها برنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز (ONUSIDA)، فقد توفي حوالي 30 مليون شخص بسبب الأمراض المرتبطة بالإيدز منذ عام 2001 (بمعدل يزيد عن 2.3 مليون شخص سنويًا)، ويبلغ إجمالي عدد الوفيات منذ اكتشافه حوالي 40 مليون شخص.
حاليا، تشير التقديرات إلى أن حوالي 37.9 مليون شخص يعانون من هذا المرض، منهم 23.3 مليون يتلقون العلاج.
توفي ما يقدر بنحو مليون شخص في عام 2018 بسبب الإيدز، ومعظمهم في أفريقيا.
الأنفلونزا – 100 مليون وفاة
يحتوي فيروس الأنفلونزا على 4 أنواع: الأنواع A وB وC وD .
- النوع A من الأنفلونزا: حاليًا الأنفلونزا النوع “A” الذي يصيب البشر هو النوعان الفرعيان A/H1N1 وA/H3N2 اللذان يختلفان عن طريق البروتينات الموجودة على سطح الفيروس.
- النوع B من الأنفلونزا: لا يتم تقسيمها إلى أنواع فرعية ولكن إلى فروع، تنتمي الفيروسات الحالية إلى فرع B/Yamagata أو فرع B/Victoria.
- النوع C من الأنفلونزا: يتم اكتشافه بشكل أقل تواترا وعادة ما يسبب التهابات خفيفة، لذلك ليس خطيرا على الصحة العامة.
- النوع D من الأنفلونزا: تصيب فيروسات الإنفلونزا من النوع D في المقام الأول الماشية ولا توجد حالات معروفة يصاب فيها الإنسان.
كلا النوعين A وB من الفيروسات هما فيروسات موسمية، والنوع A هو المسؤول عن غالبية الوفيات.
مستشفى في كانساس أثناء اندلاع الإنفلونزا الإسبانية
كان أشهر وباء في العالم هو أنفلونزا عام 1918، المعروف أيضًا باسم الإنفلونزا الإسبانية. تقدر منظمة الصحة العالمية أن إجمالي عدد الوفيات في جائحة الإنفلونزا الإسبانية يصل إلى حوالي 50 مليون شخص، رغم أن هناك خبراء آخرين يعتقدون أن الوفيات قد تصل إلى 100 مليون شخص.
على الرغم من أنها معروفة بإسم الإنفلونزا الإسبانية، إلا أن الحالات الأولى حدثت في القاعدة العسكرية في فورت رايلي (الولايات المتحدة الأمريكية).
إسبانيا، كونها دولة محايدة في الحرب العالمية الأولى، لم تفرض رقابة على نشر تقارير عن المرض على عكس الدول الأخرى المشاركة في الحرب. وكونها الدولة الأولى التي أبلغت عن وفيات الأنفلونزا في صحفها، لذلك سرعان ما أطلق الناس على الوباء اسم “الإنفلونزا الإسبانية”
ويقدر حاليا أن الإنفلونزا الموسمية تسبب ما بين 3 و5 ملايين حالة خطيرة، وما بين 290000 و 650000 حالة وفاة.
في البلدان الصناعية، تحدث غالبية الوفيات المرتبطة بالإنفلونزا بين الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكبر. بينما تحدث 99٪ من وفيات الأطفال دون سن الخامسة المرتبطة بالإنفلونزا في البلدان النامية.
اعداد: يونس أبارو
تدقيق: محمد ايت بيهي
المصادر
ما هي أشدّ الأمراض فتكاً في العالم؟ :
What is the deadliest disease in the world?