كشفت دراسة، نشرت نتائجها في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، عن معلومة جديدة حول كيفية إيقاف المضادات الحيوية كالأزيتروميسين لعدوى المكورات العنقودية، ولماذا تصبح هذه المكورات مقاومة للأدوية. ويقترح الباحثون الية تطورية تتملص بواسطتها البكتيريا من هذا النوع من العقاقير، وقد تساعد هذه النتائج على تحسين فعالية المضادات الحيوية التي أصبحت البكتيريات مقاومة لها.
إعداد: محمد أيت بهي /
المكورات العنقودية الذهبية Staphylococcus aureus سلالة من البكتيريا أصبحت في كثير من الأحيان مقاومة للمضادات الحيوية وهو تطور يتحدى الأطباء ويشكل خطرا على المرضى المصابين بالعدوى الحادة.
درس فريق الباحثين بكتيريا عولجت بالمضاد الحيوي أزيتروميسين azithromycin، وخرج بخلاصتين: الأولى أن المضاد الحيوي ليس بالفعالية التي يعتقد سابقا، والثانية أن العملية المستعملة من طرف البكتيريا لمقاومة المضاد الحيوي عبارة عن آلية تطورية طورتها البكتيريا لتأخير مضاعفة المادة الوراثية عندما يكون ذلك مجديا.
درس الفريق تأثير المضادات الحيوية على الجسيمات الريبية (ribosome)، موقع ترجمة الرمز الوراثي إلى بروتينات. عندما تواجه البكتيريا مشكلا في مضاعفة مادة الوراثية، فإنها تتوفر على آلية لابطال هذا الكبح عبر بروتينات خاصة. فخلال نسخ الريبوزوم لخييطات المادة الوراثية، تعمل البروتينات المذكورة على إعادة تشكيل الحمض النووي الريبوزي الرسول (RNAm) وتنشيط ترجمة مورثات المقاومة.
تستغل العديد من البكتيريات الممرضة هذه الآلية لضبط تعبير مورثات مقاومة المضادات الحيوية، وبالتالي البقاء حية حتى في وجود المضادات الحيوية. في الواقع يسمح التأخير الناتج عن هذه الآلية بتوفير الوقت للبكتيريا لتهييئ دفاع ضد المضاد الحيوي.
تقول الباحثة Mee-Ngan F. Yap أن البحث مكن من تحديد البروتينات التي تتأثر بالمضادات الحيوية، وما يمكن اعتباره آلية تطورية طورتها البكتيريا لإبطال مفعول صنف المضادات الحيوية التي ينتمي إليها الأزيتروميسين. وتتمنى الباحثة أن يوفر فهم الية المقاومة فرصا للرفع من فعالية الأدوية المستعملة حاليا، لتمكين الأطباء من مساعدة المصابين بالعدوى الحادة.
المصدر: phys.org