لسنوات عديدة، شكلت مقاومة البكتيريات للمضادات الحيوية، مشكلا عويصا يهدد الصحة العامة. إلا أن اكتشاف نوع جديد يقضي على البكتيريات الممرضة دون مقاومة ملحوظة، قد يفتح افاقا جديدة لعلاج مجموعة من الأمراض المعروفة بمقاومة جراثيمها للادوية مثل داء السل.
إعداد: مصطفى فاتحي
افادت دراسة حديثة، نشرت بتاريخ 7 يناير 2015 في مجلة نيتشر ، أن باحثين تمكنوا من اكتشاف نوع جديد من المضادات الحيوية يدعى تيكسوباكتين teixobactin
يقول البروفيسور كيم لويس Kim Lewis من جامعة نورث إيسترن والمؤلف الرئيسي للدراسة: “هذا أول اكتشاف لمضاد حيوي لا تنتج عنه أية مقاومة عبر الطفرات”
وقد كان الباحثون يعملون على تطوير طريقة جديدة لزراعة البكتيريا غير المستزرعة، حيث استعملوا جهازا صغيرا iChip يمكن من عزل الخلايا المنفردة، ومساعدتها على النمو في بيئتها الطبيعية. ومكنت هذه الطريقة من تجميع حوالي 50 ألف سلالة من البكتيريا غير المستزرعة، واكتشاف 25 مضاد حيوي جديد، أكثرها اهمية تيكسوباكتين، والذي تم اختباره على بعض السلالات المعروفة بمقاومتها للمضادات الحيوية، ولم تظهر طفرات مقاومة له.
وفي مقال منفصل عن الدراسة أشار جيرارد رايت، أستاذ في قسم الكيمياء الحيوية والعلوم الطبية الحيوية في جامعة ماكماستر، والذي لم يشارك في هذا البحث، أنه ينبغي معرفة ما إذا كانت هناك آليات أخرى للمقاومة ضد تيكسوباكتين موجودة في البيئة، وأضاف أن إنجاز الباحثين مؤشر على أن الجمع بين الابتكار والإبداع يمكن أن يكون حلا لمعضلة المضادات الحيوية.
ويعتقد فريق البحث أن اكتشاف تيكسوباكتين يمثل فرصة واعدة لعلاج العدوى المزمنة الناجمة عن سلالات شديدة المقاومة للمضادات الحيوية، والتي يتطلب علاجها استعمال مجموعة من الأدوية ذات الآثار الجانبية السلبية.
ويأمل الباحثون تطوير تيكسوباكتين في العقاقير ليشكل جيلا جديدا من المضادات الحيوية، ويصبح متاحا لاستعمال البشر.
المصادر :جامعة نورث إيسترن، مجلة نيتشر