أمام عدم وجود علاج للأمراض العصبية المتفسخة ، كالزهايمر أو الباركنسون، يتواصل البحث على أصعدة مختلفة.
يظن مجموعة من العلماء أنهم توصلوا إلى تركيبة قد تمنع تشكل تجمعات بروتينية، إحدى خصائص هذه الأمراض، وبالتالي تحمي من ظهورها. في الوقت الراهن، هناك نتائج موفقة…على الديدان.
تلتقي أمراض الزهايمر، باركنسون وهنْتِنغتون في نقطتين: من جهة، فهي تظهر في أغلب الحالات في سن متأخرة، ومن جهة أخرى تتميز بتراكم غير طبيعي لبروتينات معينة في الدماغ ( تختلف البروتينات حسب كل مرض). ويعتبر الباحثون أن الآليات المنظمة خلال فترة الشباب تتعطل، وتفقد بذلك طابع الحماية الذي كانت تؤمّنه.
وقد تمكن مجموعة من الباحثين من اكتشاف تركيبة يمكنها توفير الحماية، تسمى NT219 كانت موجهة أساسا لمكافحة السرطان. وكما ذكر بمجلة”شيخوخة الخلايا Cell Aging “، فقد تمكن العلماء من اختبار التركيبة على نوع من الديدان وعلى خلايا بشرية بنجاح.
هل يمكن الحديث عن دواء خارق لمكافحة أمراض تلف الأعصاب ؟
بعد إعطاء الدواء، لم تظهر لدى الخلايا البشرية وحيوانات المختبر تجمعات بروتينية كالتي تتواجد عادة لدى المصابين بمرض الزهايمر أو داء هنْتِنغتون. إنه مسار مهم، لكنه طويل، لأن الانتقال من الديدان إلى الإنسان يتطلب تجاوز حواجز عديدة.
إذا كان من الصعب التصديق بوجود جزيئة خارقة، فالـ NT219 واكبت أخيرا العصر. لقد تزايد عدد المتخصصين الذين يتساءلون عن العلاقة بين الأيْض(الاستقلاب) وأمراض تلف الأعصاب. فقد تكون هناك ثمة علاقة بين السكري ومرض الزهايمر. ويظن مجموعة من العلماء أن الأنسولين قد يساهم بطريقة غير مباشرة في ظهوره. بالمقابل، قد لا تكون لويحات الخرف بهذه الخطورة في هذه المرحلة، لكن الصعوبة تظهر عندما تكوّن “البيتا اميلويد” تجمعات صغيرة على شكل وحدات قابلة للذوبان.
باختصار، يبقى هذا المفهوم غير واضح في أذهان الباحثين، وهم لازالوا يتحسسون الطريق، أحيانا في اتجاهات قد لا توصلهم أبعد مما يطمحون إليه. لكن من الخطأ يتعلم المرء، ومستقبلا سيصلون حتما إلى وسيلة تؤخر، ولم لا، تعالج كل هذه الاضطرابات العصبية، التي لم يجدوا لها إلى حد الآن علاجا فعالا.
المرجع: 1