مازالت ساعة الياباني “أكيتو كواغو”، شاهدا حيا على البعد التدميري للفيزياء. فعلى الساعة الثامنة صباحا و خمس عشرة دقيقة ألقيت القنبلة الذرية “الطفل الصغير” من طرف سلاح الجو الأمريكي على مدينة هيروشيما، محررة طاقة هائلة من الأشعة النووية غاما و من النترونات و التي أدت إلى إبادة شبه كاملة لكل كائن حي موجود في دائرة قطرها 2 كيلومتر. بالإضافة إلى الأشعة النووية، أطلقت القنبلة الذرية طاقة حرارية هائلة ناتجة عن التفتت النووي لنوى اليورانيوم و البلوتونيوم المشعين، و التي تؤدي إلى إحداث حروق من الدرجة الخطيرة . بالإضافة إلى هذا فبمجرد إنفجار القنبلة الذرية تولد ضغط هائل أحدث خسائر في دائرة قطرها 3.5 كيلومتر من موقع إلقاء القنبلة. بعد الإنفجار تتولد سحابة من الغبار الذري و التي تحوي العديد من النظائر المشعة و التي تنتقل في الهواء مخلفة اثارا كبيرة بالكائنات الحية. و تعادل القوة التدميرية للقنبلة الذرية إنفجار 20 ألف طن من متفجرات TNT الفتاكة.
رغم عدم مشاركة ألبرت إينشتاين في مشروع “مانهاتن”، إلا أنه أعتبر أب القنبلة الذرية باعتبار أن معادلته الشهيرة التكافــؤ طاقة-مادة E=mc² تعتبر المبدأ الأساس لاشتغال القنبلة الذرية. بعد إرساله رسالته الشهيرة إلى الرئيس الأمريكي بوجوب العمل على مشروع القنبلة الذرية قبل الألمان. أحس إنشتاين بالمسؤولية تجاه هذا السلاح الفتاك و صرح لطلبته قائلا: ” نعم لقد خذلتكم، لكن و من أجل ضمان الحرية لتكون مسالما و لتعمل من أجل السلام، فإن هذا الرجل (هتلر) و هذه القــوة وهذه الإيديولوجية (النازية) يجب إيقافها”. و بعد إسقاط القنبلة و مقتل الآلاف من اليابانيين قال: ”وددت لو أحرقت أصابعي بسبب كتابة تلك الرسالة”.
إعداد: الحسين اطركي
المصادر : 1 ، 2