جراحة الجهاز الهضمي تبقى في كثير من الأحيان الخيار الأول لمحاربة السمنة ومرض السكري، إلا أن الباحثين تمكنوا من إيجاد دواء مضاد للسمنة تعادل نتائجه ما تحققه الجراحة، ويمكن من تخفيض وزن الجسم الزائد بمقدار الثلث.
إعداد : دنيا لحرش/ التدقيق اللغوي: الحسن أقديم.
تعتبر الجراحة علاجا للسمنة، وتعتمد على الحد من الاستهلاك الغذائي عن طريق إزالة جزء من المعدة أو الأمعاء، ولا يقتصر دورها في تقليص حجم معدة المريض أو أمعاءه فقط، بل هي تقوم كذلك بتغيير إفراز عدد من الهرمونات المعوية، حسب توضيح قدمه ” ستيفان أوراهيلي” المختص في دراسة الغدد الصماء بجامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، و تكمن أهمية هذا الأمر في فهم كيف أن سنوات من اتباع نظام عالي الدهون و السكريات يؤثر سلبا على النظام الجيني للشخص، وهو ما يُصعب إصلاح البرمجة السلبية حتى بعد اتباع حمية صحية و نظام رياضي متوازن .
تهدف جراحة علاج البدانة إلى قطع هذه الدورة، من خلال تحفيز عدد من الهرمونات التي تقلل نسبة السكر في الدم، وتحرق الدهون وتحد من الشهية، إضافة إلى تغيير تركيبة الميكروبات داخل الأمعاء، ومن هذه الهرمونات: هرمون الببتيد، شبيه الغلوكاجون1 (GLP-1)، الببتيد المعدي المثبط (GIP)، والغلوكاجون.
تعمل خلايا الأمعاء على إفراز GLP-1 و GIP بعد كل وجبة للحفاظ على مستويات السكر في الدم في المعدل الطبيعي، كما يرسل GLP-1 رسالة شبع إلى الدماغ بهدف قطع الشهية، و في حالات داء السكري من النوع 2، يتوقف الجسم عن الاستجابة لهذين الهرمونين مما يسهم في ارتفاع نسبة السكر في الدم، و يتسبب بأعراض مدمرة لمرضى السكري، مثل إصابة الكلى، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وتلف الأعصاب. و في المقابل يعمل الغلوكاجون على رفع نسبة السكر في الدم بدفع الكبد إلى تحويل الدهون إلى سكر، فيعمل الجسم على استعادة توازن نسبة السكر في الدم و حرق الدهون، و يسهم بذلك في خفض الدهون ويمكن أن يؤدي إلى فقدان الوزن.
وقد بقيت الأقراص المعالجة المتوفرة مقتصرة على تعويض كل هرمون على حدة ، حيث بقي تأثيرها محدودا أمام السمنة و داء السكري، إلا أن باحثين من مركز داء السكري بميونخ، تمكنوا من التوصل إلى بروتين يجمع الهرمونات الثلاثة في جزيئة واحدة، على شكل أقراص تعمل على خفض نسبة الغليكوز في الدم، وحرق الدهون، و التخلص من الوزن.
المصدر: Sciencemag