مكن التصوير الافتراضي لثلاث أسنان، الذي قام به فريق دولي من الباحثين، من كشف ميزات جديدة للأسنان لم يسبق التعرف عليها أو دراستها.
وخلال هذه الفترة، تنوع الجنس البشري إلى أنواع عدة تعايشت لاحقا فيما بينها. وأخرى قضت قبل نهاية العصر الحجري القديم العلوي (Upper Paleolithic).
وقد تم تصنيف هذه الأنواع التي تم تحديدها انطلاقا من عشرات الحفريات التي وجدت في كل من أفريقيا و آسيا. و يعد هذا التصنيف محط نقاش حاد بين علماء الحفريات. ثم إن كل اكتشاف جديد هو فرصة لتعديل التصنيف أو إعادة النظر في تشكيلته.
و من بين هذه الاكتشافات الجديدة ما تحدث عنه المركز الوطني للبحث العلمي (فرنسا) ضمن بيان له يوم الخميس 19 يونيو : بعد قرابة 15 سنة من الأبحاث في إريتريا، مكنت بعثات الحفريات التي أجراها فريق دولي من “Buia Interntional project” من تجميع حفريات بشرية وحيدة تنتمي للإنسان المنتصب ( Homo erectus / ergaster ) (التمايز و تحديد مكان هذين النوعين لا زال مثار جدل داخل المجتمع العلمي. ).
و من بين الأشياء المكتشفة، تمت دراسة ثلاث أسنان ( قاطعتان و ضرس واحدة ) من خلال التصوير الافتراضي لبنيتها الداخلية و ذلك بمختبر Synchrotron Elettra de Treiste بايطاليا. و تم نشر نتائج هذه الدراسة ضمن مجلةJournal of Human Evolution.
و يشرح السيد كليمون زانولي، من المركز الدولي للفيزياء النظرية بتريستا الذي قاد هذه الدراسة، أنه أجريت تحاليل مقارنة لهيكلها الخارجي والداخلي، و بينت النتائج مزيجا من الخصائص تجمع بين ما هو حديث و بين ما هو قديم، كما أظهرت بعض الميزات الفريدة من نوعها كاللب السني الذي يأخذ شكلا جد متميز.
و يستطرد الباحث في شروحاته مضيفا ” أنه تمت ملاحظة ميناء السن التي كانت رفيعة، شبيهة بتلك التي كانت للإنسان النياندرتالي ولوحظ أنها أرفع وأرق بكثير من أسنان الانسان العاقل . وهذه هي المرة الاولى التي يتم العثور فيها على أسنان بمثل هذا الميناء تنتمي لتلك الحقبة ( مليون سنة). لم تتوفر أدلة كافية لخلق نوع جديد، لكن كل ما تم التوصل اليه من نتائج يشير الى أن ساكنة جد متميزة بأريتيريا كانت في تلك الحقبة الزمنية.
يشير هذا الاكتشاف أيضا الى أن اختلافات مهمة في النمو حصلت بين التاج و الجذر وهذا منذ مليون سنة، فيما يعد تصورا مسبقا لما ستكون عليه تشكيلة أسناننا.
إن تحليل هذه المستحاثات ساهم في زيادة فهم اللغز الكبير الذي يشكله تصنيف الانسان وهذه قطعة جديدة لازال الباحثون مترددون في مكان تموضعها.
و إذا كان ما تم العثور عليه من رفات بشري لأسلافنا المنتمين لتلك الحقبة الزمنية قليلا حتى في افريقيا، فان البعثات الاستكشافية التي سيتم القيام بها متم سنة 2014 من شأنها أن تساهم في فهم أكثر لهذه الحقبة المجهولة من تطور البشرية.