أبو العباس أحمد بن محمد بن كثير الفرغاني
هو أبو العباس أحمد بن محمد بن كثير الفرغاني، المعروف عند الأوروبيين باسم “الفراغانوس” Alfraganus نسبة إلى مدينة فرغانة التي ازداد بها (أوزبكستان حاليا) ، كان واحدا من أشهر علماء الفلك في القرن التاسع، كما يُعَدُّ أيضا من أعظم الفلكيين الذين عملوا أيام الخليفة العباسي المأمون.
قدم الفرغاني إسهامات جليلة لعلم الفلك، ومن أبرز كتبه: “جوامع علم النجوم والحركات السماوية”، و“كتاب الحركات الفلكية وملخص علوم النجوم” وتعد من أبرز مؤلفات علم الفلك المكتوبة باللغة العربية.
كما ترك الفرغاني مختصرا لكتاب “المجسطي” لبطليموس الذي ذاع صيته في العالم وترجم إلى اللاتينية، وكتاب “الكامل” الذي وضع فيه آراءه في علم تسطيح الأرض.
ويعد كتابه“جوامع علم النجوم والحركات السماوية” الذي كتبه سنة 833 م الكتاب الأكثر شهرة في علم الفلك حتى القرن الخامس عشر ميلادي في العالم، وتـرجم هذا العمل إلى اللاتينية من طرف جيرارد الكريموني، وترجمه كذلك إلى العبرية يعقوب أناتولي وكان هذا الكتاب يستخدم كمرجع أساسي لدى الفلكين في تلك الفترة.
وكان للفرغاني تأثير كبير على علم الفلك في أوروبا قبل ظهور الرياضي والفلكي ريجيومونتانوس –Regiomontanus– الذي برز في القرن الخامس عشر الميلادي.
في القرن التاسع قام الفرغاني بتطوير الأسطرلاب، وهو آله تستخدم لتحديد مواقع النجوم وقياس المسافة بينها. ليصبح أكثر دقة و ذا أهمية كبيرة في تحديد مواقيت الصلاة واتجاه القبلة.
انتقل الفرغاني إلى القاهرة في وقت لاحق في حياته حيث أعاد تشييد مقياس النيل عام 861 م لقياس مستوى المياه في نهر النيل.
توفي الفرغاني في مصر سنة 856 م ، وقد سميت إحدى فوهات القمر باسمه تقديراً لإنجازاته في علم الفلك.