يعود الفضل في اكتشاف نواة الأرض الصلبة إلى عالمة جيولوجية

هل سمعتم يوما خلال مسيرتكم الدراسية بانقطاع ليمان؟ وهل تساءلتم عن مصدر هذا الإسم؟.

إن انقطاع ليمان هو أحد الانقطاعات الثلاثة داخل الكرة الأرضية التي تفصل بين وسطين مختلفين من حيث الكثافة والصلابة، وقد عُرفت هذه الانقطاعات من خلال توظيف الموجات الزلزالية التي مكنت من فهم وتحديد طبيعة المكونات الداخلية للكرة الأرضية. يفصل انقطاع ليمان بين النواة الداخلية الصلبة والنواة الخارجية السائلة للأرض في عمق يقدر بحوالي 5200 كيلومتر. فما السر يا ترى من تسمية هذا الانقطاع بـ “ليمان” ؟

inge4

الصورة: hrexach

عرفت القرون الأخيرة بروز مجتمع علمي ذكوري في مجالات وتخصصات عديدة، لكن لم تسلم تلك القرون أيضا من بصمات علمية بأنامل أنثوية رغم ندرتها، فقد برعت ماري كوري في مجال الفيزياء، كما ظهرت عالمة أخرى في ميدان طالما احتكره الذكور، ألا وهو علوم الأرض، إنها الجيولوجية الدنماركية “إنج ليمان” التي رأت النور بتاريخ 13 ماي 1888 بكوبنهاغن.

كما هو حال أغلب العائلات في تلك الفترة الزمنية، كانت والدة “إنج” ربة بيت بينما كان والدها متخصصا في علم النفس، كانت فتاة خجولة وبقيت كذلك خلال كل مراحل حياتها. اجتازت ”إنج” بنجاح امتحان الولوج إلى جامعة كوبنهاغن سنة 1906 بحصولها على أعلى نقطة.

برعت ”إنج” خلال مسيرتها الدراسية الجامعية في مجالات عديدة، مثل الرياضيات والفيزياء والجيوفيزياء، كما حصلت على شواهد جامعية عديدة. واشتغلت سنة 1923 مساعدة أستاذ بنفس الجامعة، وبعدها تقلدت مناصب أخرى خلال مسيرتها المهنية.

تخصصت “إنج” في علم الزلازل وبرعت فيه، وتمكنت في عمر 48 سنة من اكتشاف وجود نواة صلبة محاطة بأخرى سائلة داخل الكرة الأرضية بعد ملاحظتها لانعكاس الموجات الزلزالية P في عمق محدد، وبعد مرور السنوات اقتنع أبرز علماء الزلازل بهذه الفكرة وعلى رأسهم العالم غوتنبرغ الذي قرن اسمه بانقطاع  آخر هو ”انقطاع غوتنبرغ”.

رغم كبر سنها بقيت “إنج ليمان” معطاءة ووفية للعلم، وتوفيت بتاريخ 21 فبراير سنة 1993 عن عمر يناهز 105 سنة، ويوم 13 ماي من كل سنة يحتفل موقع جوجل بذكرى ميلادها تكريما لها ولما قدمته للبشرية.

المصادر:  1 و 2