هل العسل فعال ضد السعال؟

يعتبر كثير من الآباء العسل علاجا فعالا لعلاج سعال أطفالهم. هل يتعلق الأمر بمحض اعتقاد شائع أم أن للفكرة ما يبررها علميا؟

Woman and small girl in pyjamas sitting at breakfast table outdoors, glass of orange juice, woman helping herself to honey.

© Mermet / Photononstop / AFP

يلجأ كثير من الآباء الى العسل لعلاج سعال أبنائهم، هل حقا يعد هذا الغذاء فعالا في التقليل من أعراض السعال الناتج عن البكتيريا والفيروسات لدى الأطفال؟ هذا ما أراد أن يعرفه باحثون في مستشفى جامعة كالابار في نيجيريا، عن طريق إجراء تحاليل ودراسات حول هذا الموضوع من 1950 الى 2014.

علاج قد يحد من الإصابة المتكررة بالسعال

قام الباحثون بتحليل ثلاث دراسات همت 568 طفلا تتراوح أعمارهم ما بين سنة وثمانية عشر سنة يعانون من سعال حاد في وسط عاد (أي في ظروف طبيعية). هذه الدراسات قارنت فعالية العسل مع فعالية الأدوية المضادة للسعال (المفترض لوقف السعال) التي تباع من دون وصفة طبية، وفي غياب لأي علاج آخر. استثنت هذه الدراسات الأطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة لسبب بسيط يتجلى في كون الباحثين لا ينصحون بتناول الرضع للعسل نظرا لضعف مناعتهم ضد بكتيريا تسمى (سي البوتولينوم)، وهي مسؤولة عن تسمم الرضع، والتي يمكن أن تكون موجودة في العسل. وقد يكون العسل، وفقا لتحليل هذه الدراسات، فعالا في الحد من تكرار الإصابة بـالسعال أكثر من أي علاج أو دواء اخر. بل أكثر من ذلك فإن العسل يمكن أن يكون فعالا للحد من وتيرة السعال أكثر من مادة تسمى لدايفينهايدرامين (المكون المعتاد في مشروب مضاد السعال). وبالمقابل، فإن مكونا آخر لمشروب مضاد السعال، الديكستروميثورفان، يحد من الإصابة بالسعال بشكل أفضل من العسل.

العسل مزيج يحتوي على السكر، وأنواع مختلفة من الكربوهيدرات والأحماض الأمينية، وفلافونيدات، والفيتامينات والعناصر النزرة. ومن المفترض أن العسل يمنع نمو البكتيريا والفيروسات والخمائر، وتقليل الالتهاب.

هذه التحاليل التي اقتصرت فقط على ثلاث دراسات، لا تسمح باستنتاج فعالية العسل ضد السعال على المدى الطويل، يشار الى أن هذه الدراسات أجريت في ليلة واحدة. وقد خلص الباحثون، كما هو الحال مع أدوية أخرى، إلى أنه لا ينبغي النظر إلى فوائد العسل بمعزل عن أضراره”، وبعبارة أخرى، فإن تناول  الأطفال مصابين بالسعال، والبالغين من العمر أكثر من سنة للعسل لايضرهم في شيء.

المصدر: علم ومستقبل