من أسرار البصر: الذبابة الطائرة

هل لاحظت مرة شيئا غريبا أمام ناظريك يشبه دودة شفافة، أو بقعة عائمة تهيم أمام ناظريك وتتحرك مع حركة عينيك عند النظر لمصدر إضاءة أو النظر إلى السماء أو عند التركيز في شيء ما؟ أعتقد أنك رأيتها مرارا وتكرارا، حيث يراها معظم الناس، وهي مايسمى بالأجسام الطافية، الأجسام العائمة أو الذبابة الطائرة. إليكم بالتفسير العلمي لهذه الظاهرة.

http://scientific.ma/wp-content/uploads/2015/02/eye.jpg

في الواقع، هذه الخيوط أو البقع هي عبارة عن جسيمات صغيرة موجودة في الخلط المائي، تلقي بظلالها على شبكية العين، ما يجعلها تبدو لنا وكأنها موجودة في المحيط الخارجي.

يعتبر الخلط المائي (أو الخلط الزجاجي) مادة هلامية تشبه “الجل”، تتواجد داخل العين وتشكل الغالبية العظمى منها، فهي المسؤولة عن الحفاظ على الشكل الدائري للعين. يتكون الخلط المائي في معظمه من الماء، لكن يحتوي أيضا على بروتينات ومواد أخرى. بعد المرور من خلال العدسة، يمر الضوء المركز من خلال الخلط الزجاجي للوصول إلى الشبكية في الجزء الخلفي من العين. عندما ينعكس أو يصطدم الضوء بهذه التكتلات من البروتينات تعرقل مروره، وبالتالي تلقي بظلالها على الشبكية، ما يجعلنا نلاحظها خلال الرؤية.

miodesopsias.pngالذبابة الطائرة.jpg

تحدث العوامات لأسباب كثيرة على رأسها التقدم في العمر، ولكن هذا لا يعني أن الصغار في السن لا يعنانون منها أيضا. هناك أسباب أخرى أكثر خطورة قد تجعلنا نعاني من العوامات، بما في ذلك العدوى و التهاب القزحية والنزيف والدموع في شبكية العين وإصابة العين.

عندما تصبح العوامات مصدر إزعاج ويصبح الاعتياد عليها أمرا مستحيلا، يتطلب الأمر عملية جراحية لإزالة السائل الزجاجي واستبداله بسائل ملحي.

المراجع:

1، 2 و 3

مصدر الصور:

1 و 2