لماذا ينبغي تجنب تغذية الرضع بالحلائب النباتية؟

يشير خبراء التغذية إلى أن مستحضرات اللوز والبندق أو الكستناء، يمكن أن تشكل خطرا على الأطفال الرضع.

milk

Credit: © Africa Studio / Fotolia

يشهد الرضع مرحلة نمو سريعة، من الولادة وحتى بلوغ سنة واحدة من العمر، حيث يتضاعف وزنه ثلاث مرات ، ويزداد حجمه بنسبة 50٪، ووزن دماغه من 300 – 400 غرام إلى أزيد من كيلوغرام واحد (أي بمعدل نمو 2 غرام يوميا). وتغطى هذه الاحتياجات الخاصة بـالرضاعة الطبيعية الى حدود 6 أشهر من عمر الرضيع. بالإضافة إلى أطعمة مكملة متنوعة، بالنسبة للطفل الذي لم يستفد من الرضاعة الطبيعية، فإن هذه الحاجيات تغطى بـاستعمال مستحضرات الرضع إلى مابين 4 الى 6 أشهر. وحذرت الدكتورة بياتريس ديبرن، اختصاصية التغذية و طب الأطفال بمستشفى تروسو بـباريس في بيان للجمعية الفرنكوفونية للتغذية السريرية والأيض، من أن هذا الأمر لا ينطبق على المشروبات النباتية ذات القيمة الطاقية والدهنية الضعيفة، وكميات غير ملائمة من البروتينات والكالسيوم، هذه المشروبات النباتية، التي تسمى أحيانا “الحليب النباتي” وتباع في المحلات التجارية، يمكن أن تكون مصنوعة من اللوز، والبندق، والكستناء … وقد عرفت هذه المشروبات تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة، وتستهلك كمكمل غذائي بل يصل الأمر إلى استعمالها عوضا عن المواد المخصصة لتلبية احتياجات الرضع، هذه الممارسات البديلة جزئيا وكليا يطبقها أحيانا بعض آباء وأمهات الأطفال الرضع نتيجة الحساسية عند أطفالهم، أو عدم استساغهم للمستحضرات الخاصة بالأطفال، أو لاقتناع الآباء بهده المواد كما يوضح دلك بيان الوكالة الوطنية للأمن الصحي والغذائي.

قيمة غذائية غير كافية وربما مأساوية

في مارس 2015، كانت الوكالة على علم بوجود حالات خطيرة لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة، والذين كانت تغذيتهم تعتمد جزئيا أو كليا على مشروبات نباتية مقدمة على أنها حليب نباتي (فول الصويا، الأرز، اللوز، الكستناء، الكينوا ..) أو حليب حيواني (الماعز، الحمار، الحصان، وما إلى ذلك).

و في بيان للوكالة الوطنية للأمن الصحي والغذائي: “فإن تحليل المكونات الغذائية لهذه المنتجات يظهر أنها لا تتلاءم واحتياجات الرضع”.

تقول الدكتورة بياتريس دوبرن: “عند الرضع، كل نقص في إمدادات الطاقة، والبروتين، والدهون، والمعادن، والفيتامينات يؤثر سلبا على النمو ونمو الدماغ، التي تكون أكثر خطورة إذا كان هذا النقص في وقت مبكر من عمر الطفل”.

وأضافت الوكالة أن هذا النقص يمكن أن يسبب حالة من سوء التغذية أو اضطرابات التمثيل الغذائي الشديدة، يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات معدية أو حتى إلى وفاة الطفل.

في حال عدم توافق الأطفال الرضع مع بروتين حليب البقر، يمكن تعويضه ببعض المستحضرات المصنوعة من البروتينات النباتية التي يصفها الأطباء.

“إلا أنها تعد مستحضرات خاصة لتلبية احتياجات الرضع” حسب الوكالة الوطنية للأمن الصحي والغذائي.

المصدر