سكوت كيلي يحطم الرقم القياسي لأطول مدة يقضيها أمريكي في الفضاء.

ليس من السهل بتاتا أن تكون مبعوث إداراة الناسا إلى الفضاء في مهمة تاريخية، كتلك التي أسندت لرائد الفضاء الأمريكي سكوت كيليScott Kelly. ليس من السهل أن تحاول التأقلم مع مجال إنعدام الجاذبية، بعد أن عشت لسنوات طوال في مجال الثقالة الأرضي حيث تطبق الأرض قوة 9.81 نيوتن على كل كيلوغرام واحد من جسمك. ستحتاج إلى وقت وجهد كبيرين لتدريب دماغك على التخلي عن مصطلحات من قبيل: أعلى و أسفل، لأن هذه المصطلحات ليس لها أي معنى عندما تكون على بعد 400 كليومتر من الأرض. هذه الأشياء لن تغير فقط طريقة تحركك على متن المركبة أو طريقة تناولك لطعامك، بل ستغير طريقة تفكيرك كذلك، فدماغك ليس بمنىءً عن هذه التغييرات التي تحدث أمامك في كل ثانية و التي ستفرض عليه أن يتكيف معها في أسرع وقت ممكن.  ليس من السهل اطلاقا أن تكون مبعوث الناسا لمهمة جنونية، عام كامل في الفضاء، لكي تمكن الناسا من دراسة تأثير البقاء طويلا في الفضاء على الإنسان. إلى جانب التأثير الفيزيولوجي البديهي الذي يتعرض له كل رواد الفضاء، و الممثل في ضمور العضلات في مجال انعدام الجاذبية، توجد تأثيرات أخرى نتيجة تعرضك للاشعاعات الكونية والأثر النفسي الذي يخلفه البقاء بعيدا عن الأرض لكل هذه المدة.

صورة للرائد الأمريكي و توأمه مارك كيلي @(Photo: Courtesy of Mark Kelly)

صورة للرائد الأمريكي و توأمه مارك كيلي @Photo: Courtesy of MArk Kelly

أن تكون رائد فضاء في مجال انعدام الجاذبية يشبه  قيادتك للدراجة

هكذا وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما محاولة رائد الفضاء التأقلم مع الظروف في المحطة الدولية الفضائية، في المكالمة التي اجراها مع الرائد سكوت كيلي للاطمئنان على حالته الصحية و على استمرار مهمته بعد بقائه في الفضاء لمدة تقارب الستة أشهر و تحطيمه للرقم القياسي الأمريكي للبقاء لأطول مدة في الفضاء.

تحدث رائد الفضاء كيلي عن ظروفه على متن المحطة الفضائية وأشار إلى أنه قام بالعديد من التجارب التي برمجتها إدارة الناسا الأمريكية لهذه المهمة و التي وصلت إلى 400 تجربة لحد الان. كما أنه أشار إلى تمكنه من التأقلم بسهولة بالغة مع انعدام الجاذبية. وعبر الرئيس الأمريكي عن امتنانه و افتخاره برواد الفضاء و الذين يساهمون في إلهام جيل كامل من الأطفال. بالاضافة لهذه المهمة التاريخية، يشارك سكوت كيلي كذلك في  مهمة زيارة المريخ التي تنظمها إدارة الناسا.

Sans titre1

إن رحلة الرائد الأمريكي ليست فقط من أجل مجد شخصي للرائد أو لإداراة الفضاء، إنها رحلة إلهام لجيل كامل من أطفال الولايات المتحدة بالخصوص، و الذين يتابعوم منذ صغرهم الانتصار تلو الاخر للإنسان باقتحامه لهذه العوالم الجديدة.

المصدر : الناسا