تخيّلوا موت آخر فيل في العالم، ما تأثير ذلك على كوكبنا ؟

أجرى فريق من علماء البيئة دراسة معمقة  نشرت نتائجها في مجلة العلوم المتقدمة، حول عواقب انقراض الحيوانات العاشبة الكبيرة كالفيل و الجِمال و البيسون، فاستنتجوا صورة مخيفة للعالم في حال انقراضهم.

shutterstock_112883869

يوجد حوالي 4000 نوع معروف من الحيوانات العاشبة الكبيرة الحجم، وهي تعيش في مجال بيئي واسع، ومنتشرة في كل القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية، و يعيش أكبرعدد منها        ،و المهددة بالانقراض، في الدول النامية خاصة في جنوب شرق آسيا و الهند و إفريقيا، أما في أوروبا فيعيش فيها حيوان عاشب واحد مهدد بالانقراض و هو البيسون الأروبي، بينما في أمريكا الشمالية  لا يوجد فيها أيّ حيوان عاشب مهدد بالانقراض.

    قام فريق دولي يتألف من علماء البيئة، و عالم أحياء رودلفو ديرزو، من جامعة ستانفورد بأمريكا، بتحليل شامل لبيانات الفيلة بالإضافة ل 73 من الحيوانات الأخرى التي تنتمي للحيوانات العاشبة الكبيرة  (تزن أكثر من 100 كيلوغرام في المتوسط)، و مهددة بالانقراض، تتضمن البيسون( ينتمي الى فصيلة البقريات) والجِمال و التابير (أقرب الأنواع للفرس والكركدن و هو شبيه بالخنزير)، و الحمار الوحشي، فاستنتجوا صورة مخيفة للعالم في حال انقراضهم، حيث:

    – ستصبح حرائق الغابات أكثر ترددا و شدة بسبب تراكم النباتات القابلة للاشتعال التي لم تعد تؤكل من قبل الحيوانات العاشبة المنقرضة.

     – ازدياد مواطن العيش للقوارض الحاملة للأمراض بفضل الغطاء النباتي الكثيف.

     – تناقص مصادر الغذاء للحيوانات اللاحمة كالأسود و النمور.

     – تناقص عملية نثر البذور من طرف النباتات.

يقول ديرزو، أستاذ في العلوم البيئية و عضو في معهد ستانفورد وودز للبيئة، أنّ عواقب هذا الانقراض  ليست فقط على البيئة بل على البشر أيضا.

     حوالي 60 في المئة من الحيوانات العاشبة مهددة بالانقراض، و نطاقات تواجدها في تقلص كبير، و إذا استمر الأمر على هذا الحال ستكون النتيجة  هي الحصول على مناظر طبيعية فارغة              وسيتدهور النظام البيئي، ويضيف درزو أن الصيد الجائر من أجل الحصول على قرون و أنياب هذه الكائنات من بين العوامل الأساسية التي تسهم في انخفاض عدد الحيوانات العاشبة الكبيرة، و للحد من هذه الظاهرة يوصي العلماء بالإجراءات التالية:

    – تنظيم بحوث منسقة تركز على الأنواع المهددة بالانقراض في الدول النامية.

    – اتخاذ إجراءات قانونية حاسمة لتشجيع وتمكين المجتمعات المحلية من رعاية المناطق المحمية وذلك من خلال أنشطة تثقيفية تبين مدى أهمية الحيوانات الكبيرة.

    -انخراط المسؤولين في الحملات الوطنية و الدولية التحسيسية، والتي تدعو لوقف الدّمار           و الاستغلال المفرط لمساكن الحيوانات العاشبة الكبيرة.

  ويقول المشاركون في هذه الدراسة أنّ هذا النوع من البحوث يمكن أن يسهم في الحد من فقدان باقي أنواع الحيوانات الكبيرة على سطح الأرض.

المصدر: جامعة ستانفورد