zero

العثور على أقدم نقش للرقم “صفر”

كلنا نتفق على أن اكتشاف الرموز العددية لتمثيل ما نسميه بالأرقام، يعد من أعظم الإنجازات الفكرية لحد الآن. هذه الرموز التي مكنتنا من التمييز بين سائر الأرقام، فلما نرمز للرقم ثلاثة بالرمز “3” نميزه عن الرقم خمسة أو سبعة مثلاً. كل هذه الأرقام مكنتنا من معرفة كم ممتلكاتنا، تسجيل تواريخنا، و تيسير أعمالنا.. ولولا هذه الأخيرة لما تمكنا من حساب احتمالية الصعود إلى القمر، أو حتى إمكانية جراحة الدماغ.

إعداد : يوسف همو _ تدقيق لغوي: مريم السهلاوي

استخدمت الأرقام لأول مرة بالغرب في القرن الثالث عشر، وذلك بفضل العالم الرياضياتي “ليوناردو بيزا” المعروف باسم “فيبوناتشي”، الذي أدخل الأرقام إلى أوروبا بعدما تعلمها على يد التجار العرب، الذين يحتمل أنهم تبنوها خلال رحلاتهم إلى شبه القارة الهندية.

من بين كل هذه الأرقام يعد اكتشاف الرقم “0” الأكثر أهميةً و إشكالاً، فلولا هذا الرقم لما كانت الأعداد طبيعية. هذا الأخير يمكنه أن يعبر عن العدم المطلق في حالة كتابته لوحده، بينما تكون له دلالات مختلفة في حالة إقرانه بأرقام أخرى، وذلك حسب موقعه في العدد (قارن 300000 و 30).

من المتعارف عليه أن أقدم رسم للرقم “0” يعود للقرن التاسع، و يتواجد هذا الأخير بإحدى معابد مدينة قاليور بالهند، لكن يجهل لحد الآن صاحب هذا النقش. رغم هذا كان الكاتب الرياضياتي “أمير اكزيل” جد مقتنع بتواجد صفر أقدم من ذلك، ليقرر فيما بعد البحث عنه.

يحكي هذا الكاتب في كتابه “العثور على الصفر” تفاصيل رحلة بحثه عن أقدم رسمٍ للصفر، والتي انتهت بعثوره على نقش للعدد على قطعة حجرية بكمبوديا لسنة 605، ويعتقد المؤرخون أنها تعود لجدول زمني قديم، بدأ سنة 78 بعد الميلاد (أي أنها تعود للسنة 683 بعد الميلاد)، مما يعني أن هذا الصفر أقدم بقرنين من ذلك المتواجد بقاليور. الصورة أسفله تمثل القطعة الحجرية التي نقش عليها العدد 605 حيث يرمز للصفر بنقطة.

النقش عبارة عن جملة مكتوبة باللغة الخميرية القديمة وتعني “نهاية السنة 605 حسب عهد الكاكا في اليوم الخامس من تراجع القمر”.

يعمل “أمير” حاليا رفقة مسؤولين كمبوديين، على نقل هذه القطعة إلى المتحف حتى تكون شاهداً على هذا الاكتشاف الكبير. ويبقى التساؤل المطروح الآن، هو ليس متى أو أين تم اكتشاف الأرقام لكن كيف؟ هل حقاً تم اكتشاف أو ابتكار الأرقام، أم أنها كانت متواجدة في أعماق عقل الكائن البشري كما يعتقد الكثيرون؟؟

المصدر : smithsonianmag