الألم السطحي قد يعني ألم الأعضاء الباطنية

كم من مرة راودنا ألم في منطقة ما من الجسم تجعلنا نزور الطبيب، والذي غالبا ما يخبرنا بأن منطقة الألم تبدو سليمة خالية من أي ضرر، ولكن هذا لا يطمئننا لأننا نحس بالألم رغم ذلك. قد يكون الطبيب محقا أو لا، لكن ما لا يجب الإغفال عنه هو ظاهرة غالبا ما تحدث في العيادة سننتطرق إليها في هذا المقال.

Alive interactive

الصورة: Alive Interactive

من المثير للعجب أن هناك قليلا، إن لم توجد هناك أصلا، من الخلايا العصبية في النخاع الشوكي مختصة فقط في استقبال الألم الذي يتولد في الأعضاء الداخلية أو الألم الحشوي. هذا يعني أننا بطبيعة الحال نستطيع الإحساس بالألم المتولد في أعضائنا، غير أنه ألم ملتبس لا نكاد نصفه في معظم الأحيان. ويحدث هذا لأن الخلايا العصبية المستقبلة للألم في الأعضاء تصل إلى نفس المنطقة من النخاع الشوكي التي تصل إليها الخلايا العصبية المسؤولة عن استقبال الألم في شتى مناطق الجلد. لهذا السبب، في بعض الأحيان، يتم إدراك الألم الحشوي كألم يتولدعلى سطح الجلد. عندما يزور المريض عيادة الطبيب ويشير له إلى منطقة الألم، يمكن لتلك المنطقة ألا تكون مصدر الألم، لأنها هي فقط تعبر عن ألم يتولد في أعضاء داخلية، ويتجلى في تلك المنطقة الخارجية. هذه الظاهرة المثيرة للحيرة تعرف بالألم المنعكس أو الألم الرجيع.

توجد كثير من الأمثلة تثبت وجود هذا النوع من الألم، من أهمها تلك الآلام التي تظهر على سطح الجلد في الذبحة الصدرية أو الجلطة القلبية، حيث يتمركز الألم على مستوى الصدر والذراع الأيسر واليد اليسرى، ونادرا ما يمتد إلى الفك السفلي. من بين الأمثلة الأخرى التي يمكن ذكرها الآلام التي تحصل في الحوصلة المرارية، والتي تتجلى في منطقة الكتف، وألم المريء الذي يظهر على الحائط الصدري، إضافة إلى ألم المسالك البولية الذي يظهر على الحائط البطني السفلي وألم المثانة الذي يظهر في منطقة العجان والألم الذي يحدث في تهيج الزائدة الدودية ويظهر في المنطقة المحيطة بسرة البطن.

سيساعد فهم هذه الظاهرة على تشخيص بعض الأمراض المصاحبة بالآلام التي تبدو في بعض الأحيان غير مشيرة إلى ضرر، ولكنها في الواقع تعبر عن مشاكل عضوية داخلية تتجلى في منطقة جلدية سليمة.

المصادر:

Neuroscience, D. Purves & others. Ed. Sinauer, 5ª ed. Sunderland, MA.

Abouthealth