image_pdfimage_print

تعد السمنة من بين الأمراض التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، إلا أنه لوحظ في العديد من الدراسات، أن نسبة وفيات الأشخاص المصابون بالسمنة نتيجة الفشل القلبي، أقل مقارنة بالأشخاص الذين يتمتعون بوزن عادي. هذا التناقض لم يجد تفسيرا قاطعا حتى يومنا هذا.

hotdealsoffers

Hotdealsoffers

نشرت دورية الكلية الأمريكية لطب القلب دراسة شملت 15.792 شخصا من الولايات المتحدة تتراوح أعمارهم بين 45 و 64 عاما، كان الهدف منها تحليل العلاقة بين السمنة وعدد الوفيات المسجلة بعد الإصابة بفشل قلبي. وحسب إحصائيات الدراسة التي أجريت على مجموعة مكونة من 1.487 شخص مصاب بفشل قلبي، 35% منهم لديهم وزن زائد، و47% كانوا يعانون من السمنة أربعة أعوام قبل أن يشخصوا بالفشل القلبي.

بعد تتبع استمر عشرة أعوام، سجلت 43% حالة وفاة في المجموعة، لكن ما أثار انتباه الباحثين هو أن نسبة الأشخاص السمن أو ذوي الوزن الزائد الباقين على قيد الحياة أكبر من نسبة الأشخاص الذين كان وزنهم عاديا. بالتحديد، كان الوزن الزائد والسمنة سببا في انخفاض خطر الموت بنسبة 23% و 25% لكل من الوزن الزائد والسمنة خلال عشرة أعوام.

أتت هذه الدراسة تأكيدا ومساندة لنتائج توصلت إليها دراسات أخرى. لهذا السبب، حاول العلماء تقديم مبررين لسبب حدوث هذا التناقض:

ـ الأشخاص السمن يتوفرون على كتلة جسمية أكبر وهذا يساعدهم على مواجهة المفعول الإسقلابي (استهلاك الطاقة) للمرض.

ـ يوجد لدى هؤلاء الأفراد بعض العوامل التي تحميهم من حدوث الالتهابات كالبروتينات الدهنية التي تبطل السموم المفرزة من قبل البكتيريا المعوية أو العدد الأكبر من مستقبلات عامل نخر الورم ألفا (TNFα) ما ينقص من كميته في الدم. لهذا السبب، فإن استجابة هؤلاء المرضى للأمراض المزمنة كالفشل القلبي والسرطان وفيروس القصور المناعي البشري، تكون أفضل بكثير.

مع كل هذا، لا بد من إجراء أبحاث جديدة للتأكيد على هذه العلاقة، وترسيخ الآليات المنخرطة في وقاية المرضى ذوي الوزن الزائد.

المصدر: المجتمع الأرجنتيني لطب القلب

 


الكاتب: شاكر المحراوي