image_pdfimage_print

نفتح سلسلة ‘مخترع واختراع ‘ التي سيدأب المجتمع العلمي المغربي على تقديمها أسبوعيا لعشاق الثقافة العلمية، بواحدة من أهم الأفكار والاختراعات التي غيرت مصير البشرية وأنقذت ملايين الأرواح.

بنك الدم، كانت ملخص تجربة “شارلز دروو Charles Richard Drew ” في الميدان الطبي، ولنعرف كيف أتت الفكرة لابد من إلقاء نظرة على مسيرة الدكتور “دروو” الأكاديمية والمهنية.

ولد “تشارلز” في الثالث من يونيو سنة 1904 بالعاصمة الأمريكية واشنطن، توفق دراسيا ورياضيا في الثانوي ليلتحق بكلية الطب بجامعة “McGill” بمونتريال بكندا، أصبح مهتما بالأبحاث عن الدم بعد اشتغاله مع البروفسور البريطاني “Dr.John Beattie” واستمر في نفس النهج حتى بعد تخرجه سنة 1933.

Charles_Drew

wikimedia

بعد سنتين من العمل بالمستشفى العام بمونتريال، تم تعيينه أستاذا لعلم الأمراض في كلية الطب بجامعة هاوارد، وقضى عامين في مستشفى تابع لجامعة كولومبيا في نيويورك، خلال هذا الوقت كان أيضا المشرف على شعبة بلازما الدم لجمعية نقل الدم في مدينة نيويورك، أثناء بحثه وجد أنه حين فصل خلايا الدم الحمراء السائلة عن البلازما الصلبة وتجميد الاثنين كل واحدٍ على حدة، يمكن الحفاظ على الدمِ ليعاد تشكيلُه في وقت لاحق. وتم نشر النتائج التي توصل إليها في مقال بعنوان “دم في بنك”، داعيا بذلك إلى عملية جمع وتخزين الدم بوضعه في”بنك”.

نظام تخزين بلازما الدم الذي نشأ على يده أحدث ثورة في مهنة الطب وساعد على إنقاذ أرواح لا تعد ولا تحصى في جميع أنحاء العالم. ومن أهم ما عزز نجاح الفكرة تزامنها مع نشوب الحرب العالمية الثانية، واستعمالها لإنقاذ عدد كبير من جرحى الحرب.

وبحصوله على شهادة الدكتوراه من جامعة كولومبيا سنة 1940 أصبح الدكتور “شارلز دروو” أول إفريقي أمريكي يحوز على هده الرتبة الرفيعة، لتتوالى النجاحات ويتم تعيينه رئيسا لبنك الدم بالصليب الأحمر الأمريكي ومديراً مساعداً للمجلس القومي للبحوث والمسؤول عن جمع الدم للقوات العسكرية والبحرية الأمريكية. تزامنا مع إنشاءه لهذا البنك وإعداده للأطر المؤهلة للاشتغال بالمشروع، كافح الدكتور ضد العنصرية التي ألقت ضلالها حتى على مخزونات الدم داخل دهاليز القوات الأمريكية، رافعا شعار أن الدم لا يختلف بين عرق وآخر وأن الاهتمام بهذه التفاصيل سيؤخر عملية الإنقاذ مما سيؤدي بحياة كثير من الجنود، وكخطوة نضالية رفض الدكتور منصب رئيس قسم الجراحة في جامعة هاورد.

في الفاتح من ابريل سنة 1950 لقي “شارلز دروو” مصرعه في حادثة سير مأساوية، وقد تم تكريمه بالعديد من الجوائز خلال حياته وبعد وفاته. حصل على وسامSpingarn في عام 1944، وبعد وفاته حصل في عام 1950على وسام الخدمة المتميزة من الجمعية الطبية الوطنية. في عام 1981 صدر طابع بريدي بالولايات المتحدة تكريما له.

 

المرجع: http://bit.ly/I62N0R


الكاتب: إعشيش عمـاد